«الجيل القلق»... كيف شوهته الأجهزة الإلكترونية؟
الجيل القلق: التأثير النفسي المدمر للأجهزة الإلكترونية
في كتابه «الجيل القلق»، يكشف عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت النقاب عن العواقب الوخيمة للأجهزة الإلكترونية، وخاصة الهواتف الذكية، على الصحة النفسية للمراهقين. يستند هايدت إلى دراسات وتحليلات شاملة لإثبات الارتباط الوثيق بين استخدام الأجهزة الإلكترونية وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب وحالات أخرى.
التحول الهائل
يربط هايدت تزايد المشاكل النفسية بين المراهقين في العقد الماضي بانتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. ويشير إلى أنه مع بداية عام 2010، أصبح قضاء المراهقين ساعات طويلة أمام الشاشات أمرًا شائعًا، مما أدى إلى انخفاض اللعب الحر والتفاعلات الاجتماعية وجهاً لوجه.
عوامل مساهمة أخرى
إلى جانب الأجهزة الإلكترونية، يسلط هايدت الضوء على عوامل أخرى تساهم في المشاكل النفسية للجيل Z. وتشمل هذه التنشئة الصارمة للأبوين، والخلافات الأسرية، وتراجع المهارات الاجتماعية. كما يلقي باللوم على شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستفيد من إدمان المراهقين على منصاتها.
الآثار النفسية
وتكشف الدراسات التي يستشهد بها هايدت عن الآثار المدمرة للأجهزة الإلكترونية على الصحة العقلية للمراهقين. فقد ارتفعت معدلات القلق بنسبة 134٪ منذ عام 2010، والاكتئاب السريري بنسبة 106٪، ونقص الانتباه وفرط الحركة بنسبة 72٪. علاوة على ذلك، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من 5 ساعات يوميًا يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب السريري الحاد بنسبة 40٪ على الأقل.
الحلول الممكنة
ويعترف هايدت أنه لا توجد حلول سهلة لأزمة الصحة العقلية بين الجيل Z. ومع ذلك، فإنه يقترح تغييرات يمكن أن يحدثها الآباء والمعلمون والمجتمع. وتشمل هذه:
- السماح بمزيد من وقت اللعب الحر غير الخاضع للإشراف
- الحد من استخدام الهواتف الذكية للشباب دون سن 14 عامًا
- منع المراهقين دون سن 16 عامًا من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
- تأسيس تحالف بين الآباء والمدارس للحد من وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية
- توفير مساحات اجتماعية آمنة في المدارس وتعزيز التفاعلات الشخصية
الاستنتاج
يخلص هايدت إلى أن الأجهزة الإلكترونية، وخاصة الهواتف الذكية، لعبت دورًا رئيسيًا في تشويه النمو النفسي للجيل Z. ويحث الآباء والمعلمين والمجتمع على معالجة هذه الأزمة من خلال الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية وتوفير فرص لتعلم وممارسة المهارات الاجتماعية. وإذا لم يتم اتخاذ إجراء، فإننا نواجه خطر ترك كوكبنا بأيدي جيل قلق ومضطرب نفسيًا.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً