التغيّر المناخي والاحتباس الحراري يهدّدان صحة الحامل والجنين... تحذيرات حقيقية أم وهمية؟
التغيّر المناخي والاحتباس الحراري: تهديد خطير على صحة الأم والجنين
تحذيرات حقيقية أم وهمية؟
الأدلة العلمية تؤكد وجود مخاطر حقيقية ناجمة عن التغيّر المناخي والاحتباس الحراري على صحة الأم والجنين. فقد أثبتت دراسة أجرتها شبكة JAMA في عام 2020، والتي شملت أكثر من 32 مليون حالة ولادة في الولايات المتحدة، أن تلوث الهواء والتعرض للحرارة المرتبطة بالمناخ يزيدان من مخاطر حدوث مضاعفات صحية للأم والجنين والرضيع. ومن هذه المخاطر: ولادة جنين ميت، وانخفاض الوزن عند الولادة، ومعدلات الولادة المبكرة.
وقد أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى هذه المخاطر الخطيرة وأمر وزارة العمل الأمريكية بوضع خطة عمل لحماية العاملات من الحرارة، خاصة خلال فترات الحر الشديد، وتقديم الرعاية اللازمة للحوامل والأفراد المصابين بحالات صحية تزيد من تعرضهم للخطر. كما شدد على أهمية تدريب العمال وتعزيز الوعي العام حول تأثير الحرارة على الحوامل، اللاتي يواجهن خطر الإجهاد الحراري أكثر من غيرهن.
تأثير التغيّر المناخي على صحة الحامل
وفقًا للدكتور فيصل القاق، اختصاصي الجراحة النسائية والتوليد، يؤدي احتراق الوقود الأحفوري وانبعاث الكربون والرصاص إلى تلويث الهواء والمناخ، مما قد يؤثر على صحة الحوامل والجنين. ويمكن أن تؤدي مواد الكربون السامة إلى تسرب المواد الضارة إلى رئتي الحوامل، ويزداد تأثيرها سوءًا في الثلث الثالث من الحمل عندما يزداد حجم الرحم. وتنتقل هذه المواد الضارة عبر المشيمة إلى الجنين، مما يؤثر على أوعيته الدموية.
ويظهر تأثير التغيّر المناخي على صحة الأم والجنين من خلال ضغط الدم المرتفع أثناء الحمل، والأجنة صغيرة الحجم، والولادة المبكرة. وقد يصل الأمر إلى حد وفاة الجنين في الحالات القصوى.
تأثير الاحتباس الحراري على الجنين
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة، سواء خلال فصل الصيف أو فترات طويلة، إلى زيادة مستويات التوتر لدى الحوامل. ويمكن أن يؤثر الاحتباس الحراري بشكل مباشر وغير مباشر على صحة الحامل والجنين، كما يوضح الدكتور القاق: "ارتفاع معدلات سكري الحمل، وضغط الحمل، وزيادة حالات الولادة المبكرة وتغير في السلوكيات العصبية عند الجنين" كلها تأثيرات لارتفاع درجات الحرارة.
سبل الوقاية من الآثار السلبية
يؤكد الدكتور القاق على ضرورة اتباع النساء الراغبات في الحمل لخطة صحية داعمة لحمل آمن وناجح. وتتضمن هذه الخطة الابتعاد عن مصادر التلوث والتوتر، واتباع نظام غذائي صحي. فهذه الأساسيات تساهم في إكمال الحمل بأمان دون أي مضاعفات.
بالنسبة للآثار السلبية للتغيّر المناخي والاحتباس الحراري، فإن النساء اللاتي يعشن في المدن الملوثة أو بالقرب من المناطق الصناعية أكثر عرضة للمضاعفات. لذلك، من المهم اتباع الإرشادات التالية:
- ممارسة المشي أو قضاء الوقت في الهواء الطلق النظيف.
- ارتداء الكمامة للحماية من الانبعاثات الضارة عند التواجد في المناطق الملوثة.
- استخدام وسائل النقل العام بدلاً من الخاصة لتقليل انبعاثات الكربون والمواد السامة في الجو.
- استخدام منظف هواء "فلتر" في المنزل لتنقية الهواء الداخلي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً