مؤسسة قطر تســـــــــتـخــدم التكنولوجـــيا للارتقاء بدمج الطلاب من ذوي التوحد في العملية التعليمية 

alsharq
محليات 28 أبريل 2024 , 02:30م
حامد سليمان 

تضطلع التكنولوجيا بدور حيوي في تشكيل المشهد التعليمي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمجال التربية الخاصة، حيث يصبح دور هذه التكنولوجيا أكثر فعالية في تعزيز التواصل وتسهيل وصول المعارف للأطفال. وفي هذا السياق، تواصل أكاديمية ريناد، إحدى مدارس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، التزامها بدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية داخل الفصل الدراسي، وتركز جهودها على تعزيز مشاركة أولياء الأمور في عملية التعلم، من خلال تدريبهم وتحفيزهم على توظيف التكنولوجيا بشكل إيجابي داخل المنزل.
خبراء وأولياء أمور تحدثوا عن الأثر الإيجابي لاستخدام التكنولوجيا في تمكين أطفالهم


يقول أجاي راميش، أخصائي النطق واللغة في أكاديمية ريناد: «تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في تمكين طلاب أكاديمية ريناد من بناء جسور التواصل مع وسطهم المجتمعي. وقد أبانت هذه التكنولوجيا عن مدى التأثير الوازن الذي يمكن أن تحدثه في سبيل تطوير مهارات التواصل والتعلم لدى الطلاب من ذوي التوحد».
ويضيف: «إن الأجهزة ذات الاتصال المعزز والبديل كان لها تأثير إيجابي ملموس على حياة الطلاب التعلمية، إذ أصبحوا أكثر قدرة على التعبير عن احتياجاتهم وفهم التعليمات الموجهة إليهم، بالإضافة إلى حسن التحكم في حواسهم ومشاعرهم، ما مكنهم من المشاركة بفعالية أكبر في الأنشطة الصفية والمجتمعية».
تستخدم أكاديمية ريناد مجموعة متنوعة من التطبيقات والبرامج والأجهزة، من قبيل أجهزة «آيباد» و»كروم بوك» اللوحية، بالإضافة إلى لوحات تفاعلية أخرى، وذلك بهدف تسهيل عملية التعلم والتواصل. كما تركز الأكاديمية على التعاون المستمر مع أولياء الأمور لضمان استمرارية التعلم في المنزل.
ومن الأمثلة التي يقدمها الأخصائي راميش، لوحات التواصل التي تحتوي على رموز وصور يمكن للطلاب الإشارة إليها للتواصل، كما تعتمد الأكاديمية على كتب التواصل عبر تبادل الصور (PECS) التي تساعد الطلاب على تركيب الجمل والتعبير عن احتياجاتهم. هذا بالإضافة إلى المساعدات البصرية، حيث يتم استخدام الجداول الزمنية المرئية لتحديد جدول للأنشطة اليومية. 
تقول حمدة الهتمي، والدة مريم الخليفي، طالبة في أكاديمية ريناد: «بصفتنا أولياء أمور، نعمل عن قرب مع معلمي الأكاديمية لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لأطفالنا. وبالنظر لكون ابنتي مريم تواجه تحديات في النطق وتستعمل كلمات محدودة للتعبير عما تريد، فقد استفادت بشكل كبير من هذه التقنيات، من خلال استخدام الصور للتواصل بفعالية داخل الصف الدراسي. وقد ناقشت أخصائية النطق معي كيفية استخدام مريم لهذه الصور وزودتني بنسخ منها لتحسين مهاراتها التواصلية بشكل مستمر».
وأضافت: «مع مرور الوقت، تطورت مهارات ابنتي وبدأت تستفيد من المزيد من التطبيقات ذات الصلة. بشكل عام، نعتمد، بالتعاون مع الأكاديمية، على نظام التواصل البديل والمعزز لمساعدة مريم على التواصل بشكل أفضل من خلال الأجهزة والتقنيات التي تم تقييمها من قبل الاخصائيين في الأكاديمية، والتي تناسب الاحتياجات الفردية لطفلتي».
وترى الهتمي أن التكنولوجيا آخذة في إحداث تغيير إيجابي في حياة الأطفال من ذوي التوحد، وستتنامى وتيرة التعويل عليها لتغيير مستقبل التعليم والنهوض بالمهارات الحسية والتواصلية لهذه الفئة المجتمعية.
وشددت الوالدة الهتمي على القول: «إنه من المهم لنا أن نمنح صوتًا للأطفال الذين لا يملكون القدرة على النطق، ونحاول قدر الإمكان أن نوفر لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم. والتكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلتنا الأمثل لتحقيق ذلك».


في السياق ذاته، يقول الأخصائي راميش: «إن التأثير الأكبر للتكنولوجيا على حياة الأطفال غير اللفظيين أو الذين يمتلكون قدرة محدودة على الكلام، يكمن في منحهم صوتًا للتعبير عن احتياجاتهم وأفكارهم، وهو ما يجعلهم أكثر انخراطًا في المجتمع. كما توفر التكنولوجيا تجارب تعليمية مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات والقدرات الفريدة لكل طفل».
ولفت الأخصائي راميش إلى أهمية التعلم التفاعلي، قائلًا: «تقدم التقنيات التفاعلية، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، تجارب تعليمية غامرة يمكن أن تكون جذابة بشكل خاص للأطفال من ذوي التوحد، مما سيساعدهم على فهم المفاهيم المعقدة بطريقة أكثر واقعية». 
وخلص إلى القول إن من شأن هذه التكنولوجيا أن تكون خير وسيلة لمساعدة هذه الفئة من الأطفال لاكتساب العديد من المهارات الحياتية، مثل إدارة الوقت، والنظافة الشخصية، والتفاعلات الاجتماعية.