صاحبة السمو تُكرّم الفائزين بجوائز «أخلاقنا»

alsharq
محليات 25 أبريل 2024 , 01:02ص
حامد سليمان

 كرّمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الفائزين بجوائز «أخلاقنا» في نسختها لعام 2024، وذلك خلال احتفالية أقيمت، مساء أمس، بمكتبة قطر الوطنية في المدينة التعليمية.
حضر الحفل سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، إلى جانب عدد من الوزراء، والمسؤولين، وأولياء أمور المتوجين. «أخلاقنا» هي مبادرة أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في 2017، وتهدف إلى إبراز الترابط بين الأخلاق والمعرفة، وتعكس الصلات الوطيدة بين الصفات الحميدة والسلوكيات الأخلاقية التي تعتبر محركًا رئيسيًا للتقدم والتطور الاجتماعي.

شهدت نسخة هذا العام من جوائز «أخلاقنا» لمؤسسة قطر مشاركات بارزة في فئة «الإسهامات الفردية» من قطر ودول الخليج، حيث دأبت هذه الجائزة على تكريم الأفراد والمبادرات نظير الإسهام في تعزيز التغيير الإيجابي في المجتمع. 
ويوجد من بين المكرّمين علي محمد الكواري من قطر، وذلك عن مبادرته «برنامج إتقان»، وهو برنامج تلفزيوني يؤكد على أهمية الإتقان كجزء من التزامنا الديني والاجتماعي. ويسلط البرنامج الضوء على مجموعة واسعة من الموضوعات، التي تبرز كيفية تطبيق الأخلاق الإسلامية في جميع مجالات الحياة. 
كما جرى تكريم يوسف أحمد العمران من دولة الكويت ضمن فئة «الإسهامات الفردية لدول الخليج العربية»، والتي عُرضت لأول مرة، تقديرًا لمبادرته «بوجراح يغيّر». يركز هذا المشروع على إصلاح وترميم البنية التحتية في دولة الكويت. وشملت المبادرة حتى الآن أكثر من خمسة وخمسين مشروعًا، وقد جذبت أكثر من ثلاثة آلاف متطوع.
وفاز بجائزة «أخلاقنا» لفئة اليافعين لعام 2024، وهي جائزة تستهدف الأعمار من 15 إلى 18 عاما، وتنفذ مشاريع ومبادرات ومساهمات متنوعة للمجتمع والمدرسة، كل من جاسم خميس المريخي، من أكاديمية قطر- الخور، وغالية إبراهيم المراغي، من أكاديمية الأرقم للبنات، وروضة مبارك عبدالله، من مدرسة الإيمان الثانوية للبنات، ومحمد عبدالله إبراهيم، من مدرسة أحمد بن محمد الثانوية للبنين، وموزة عبدالله الفخرو، من أكاديمية الأرقم للبنات، ونوف خميس المريخي، من أكاديمية المها للبنات.
كما فاز عن فئة البراعم، وهي جائزة تكرم طلاب المدارس الذين يجسدون مثالًا يحتذى به، ممن تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و14 سنة، خمسة عشر طالبا وطالبة من مختلف مدارس قطر، الذين تنوعت مشاريعهم بين الاعتناء بالطبيعة، والمبادرات الإنسانية، والحملات التوعوية، ومشاريع لنشر الوعي بأهمية التحلي بالأخلاق الحميدة، كالرحمة والإحسان والصبر.
وقال محمد عبدالله الإبراهيم، البالغ من العمر 18 عامًا والفائز بجائزة «أخلاقنا» لفئة اليافعين لهذا العام: «أشعر بسعادة غامرة لاختياري من بين المشاركين في الجائزة لهذا العام. لقد كانت رحلة صعبة وطويلة، لكنها كانت مليئة بالعطاء. ركزت في مشاريعي على تعزيز القيم الأخلاقية التي كان يجسدها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، خاصة على مستوى وسطي المدرسي».
وتابع الإبراهيم: «إن هذه الجائزة تلهمنا على بذل المزيد من الجهد والعطاء؛ فالنجاح الحقيقي يكمن في رؤية الأثر الإيجابي الذي تتركه مشاريعنا على المجتمع. تضطلع جائزة «أخلاقنا»، التي تستهدف فئات عمرية مختلفة، بدور حاسم في تقدم مجتمعنا في جميع المجالات».
وأضاف الإبراهيم: «إن كل جهد بُذل، خلال السبع سنوات الماضية، سواء في مشروع أو مبادرة أسهم في تحسين وضعية أفراد مجتمعنا. نحن فخورون جدًا بهذا، لا سيما وأنه يعزز تمكين قادة الغد من الشباب».
من جانبها، قالت موزة عبدالله الفخرو، 17عامًا، والتي جرى أيضًا تكريمها بجائزة «أخلاقنا» لفئة اليافعين وعينت سفيرة الأخلاق لجائزة «أخلاقنا»: «إن الفوز بهذه الجائزة أمر مذهل حقًا، وأنا فخورة للغاية بذلك. غير أني أرى أن الإنجاز الحقيقي ينبغي أن يتمثل دائمًا في إحداث فرق ملموس في مجتمعي». 
وأردفت بالقول: «طموحي يكمن في أن أصبح قوة دافعة للتغيير. أطمح لتحفيز الشباب الآخرين على إدراك مكامن قدراتهم من خلال التأثير. أومن بأن كل فرد منا قادر على المساهمة بشكل إيجابي. أسعى للقيام بكل ما في وسعي للمساهمة في تنمية مجتمعي وترك بصمة إيجابية تدوم». 
وأضافت الفخرو: «أن يُطلق عليّ اسم سفيرة الأخلاق فهذا في حد ذاته سيوفر لي فرصة فريدة لإظهار أن النجاح لا يقتصر فقط على الإنجازات الأكاديمية، بل إنه يتعلق أيضًا بالنمو الشخصي وإحداث التأثير الملموس».
خلال الحفل، أعلنت مبادرة «أخلاقنا» عن إطلاق «نادي سفراء الأخلاق»، وهو ناد يهدف إلى تعزيز الروابط المجتمعية بين الأفراد من خلال سلسلة من الأنشطة التفاعلية التي ستُنظم طوال العام. حيث سيعمل النادي على ترسيخ قيم الأخلاق والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع.
كما تم الإعلان عن حملة مبادرة «أخلاقنا» لعام 2025، تحت شعار: «تراحُمُنا قوة»، استمرارًا للمسيرة الناجحة في تعزيز القيم الإيجابية والأخلاقية في المجتمع. وتهدف الحملة إلى دعوة الشباب لنشر الرحمة والتعاطف في المجتمع، وتشجيعهم على تجسيد هذه القيم في حياتهم اليومية.

فائزون بالجائزة: تُحفّزنا على المزيد من العطاء لخدمة المجتمع

عبر فائزون عن سعادتهم لنيل جائزة أخلاقنا، مؤكدين أنها تحفزهم على بذل المزيد من العطاء من أجل نشر الأخلاق الحميدة المتمثلة فيما حث عليها الدين الإسلامي بالمجتمع، لافتين إلى أهمية التحلي بالأخلاق، وأن غيابها يهدد المجتمع. وأشاروا إلى أنهم قدموا ضمن ملفاتهم لنيل الجائزة عددا من المبادرات، التي تنوعت بين ما هو داخل المدارس وخارجها، ومنها ما يُعنى بنشر المعرفة بالدين الإسلامي ودولة قطر، أو لخدمة فئات معينة بالمجتمع كالغارمين، أو التوعية الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكري.

قال خليفة البنعلي (الفائز بجائزة براعم الأخلاق): قدمت ملفا ضمن معايير براعم الأخلاق، تضمن عددا من المبادرات الإنسانية، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية، وكان لي عدد من المبادرات، من بينها مبادرة خلال كأس العالم 2022، للتعريف بدولة قطر والدين الإسلامي، كما تضمنت توزيع هدايا تذكارية ومطويات، وقد شاركت في المسابقة عن طريق مدرستي «أكاديمية قطر الخور».
وأكدت حسينة فضل الله الجاسر (الطالبة بالصف التاسع في مدرسة رقية الإعدادية) أنها فازت بالجائزة عن فئة اليافعين، وقد كان لها مشاركة من قبل فازت خلالها بالجائزة عن فئة البراعم.
وأوضحت أن الملف الذي قدمته هذا العام تناول نشر ثقافة التواصل بين الطالبات، ونشر القيم الإسلامية خلال شهر رمضان مثل التقوى في رمضان، فأقمنا صلاة الجماعة، وقمنا بتوزيع وجبات إفطار صائم، وأقمنا العديد من الفعاليات، كان من شأنها اطلاع الكثير من الطالبات على الثقافات المتعددة.
ونوهت إلى أن الجائزة تشجع على نشر الأخلاق الحميدة في المجتمع، وأن الجانب الأخلاقي يظل أهم من الجانب الأكاديمي، وأن المدارس توعي الطلبة بهذا المفهوم، بأن أخلاقهم قبل المستوى الأكاديمي.
وقالت حصة سعد المهندي (المشاركة في فئة الأولى من براعم الأخلاق): من المبادرات التي قدمتها مبادرة «لغتي أولويتي»، وهي عن اللغة العربية وأن نفخر بها، فقد وجدت أن بعض أصدقائي يتحدثون الإنجليزية، وأود أن أنشر لغتي العربية في كل العالم، وأن أنشر الأخلاق، لأن غيابها يهدد المجتمع.
وأضافت: كما كانت لي مبادرة بعنوان «معاً نستطيع محاربة مرض السكري»، وقد جاءتني الفكرة بناءً على تجربة عائلية، فقد أصيب عمي بمشكلة في القلب ناتجة عن الإصابة بمرض السكري، وأردت أن أوعي أصدقائي بأهمية الطعام الصحي وممارسة الرياضة، وقد وجدت التشجيع من أسرتي ومدرستي للمشاركة في جائزة أخلاقنا.
وأشار تركي فيصل المهندي (الطالب في الصف الثالث) إلى أنه قدم عددا من المشروعات، من بينها مشروع لدعم القضية الفلسطينية عن طريق المساعدات المالية، وكذلك مبادرة لنشر الثقافة الدينية خلال كأس العالم، منوهاً إلى أن المرة هي الأولى التي يشارك فيها بالجائزة، معرباً عن سعادته لنيل الجائزة.
 وأكدت نوف خميس المريخي (الطالبة في أكاديمية المها للبنات) أنها شاركت في الجائزة لفئة اليافعين، وأن ملفها المقدم للجائزة ينقسم إلى مشروعين، أحدهما داخل المدرسة والآخر خارج المدرسة، وأنها سفيرة للجمعية القطرية للسكري ومن خلال هذا الدور ساهمت في العديد من النشاطات التوعوية لمساعدة أصحاب السكري.
من جانبها قالت هند البوعينين (الطالبة في الصف الثامن بأكاديمية الجزيرة) إنها تقدمت بملفها ضمن فئة البراعم، تضمن عدة مبادرات، منها مبادرة «ساند لبعض»، والتي تعنى بمساعدة الحلقات الأضعف في المجتمع، مثل الغارمين وغيرهم. وأضافت: عملت على المبادرة داخل مدرستي وخارجها، وزرت أكثر من مدرسة أخرى للحديث عن هذه المبادرة.
وعبرت عن سعادتها بجائزة أخلاقنا، نظراً لما لها من أهمية كبيرة، وتشجيع الطلاب على الالتزام بالقيم وتحفزهم من أجل العمل عليها مستقبلاً. 
قالت الطالبة رسيل ثنيان المهندي من مدرسة مارية القبطية إن الملف الذي قدمته لنيل الجائزة يحوي مبادرات تفيد الطالبات وجميعها تتناول القيمة الخلقية للأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية النبيلة.
وأكدت أنها قدمت مبادرة بعنوان اللعب حق للجميع، وتتضمن المبادرة التبرع بالألعاب للأطفال، ومبادرات أخرى لحل مشكلات الطالبات بالمدرسة، ومساعدتهنّ في توفير الأدوات المدرسية التي تنقصهنّ خلال الدراسة وجعلها في متناول الجميع. وأعربت عن سعادتها بالفوز بجائزة أخلاقنا، مشيرة إلى أن هذا سيدفعها لتحقيق المزيد من النجاح والتفوق.
من جانبها قالت الطالبة لولوة سلمان المهندي من المدرسة الإنجليزية الحديثة بالخور: لقد سعدت بفوزي بجائزة أخلاقنا، ومشروعي الذي تقدمت به يتناول كيفية تحفيز الطالبات والأطفال على مساعدة الآخرين بالتعاون والتكاتف.
وأضافت: قمت بتأليف قصة بعنوان (النحلة لولوة وشجرة السدر)، تتحدث عن خلق التعاون، وقصة إنجليزية تتحدث عن خلق الحفاظ على البيئة من خلال الرسومات والصور، وأقوم برسم اللوحات وأعرضها في معارض سواء على مستوى الأهل أو للأعمال الخيرية.
وتابعت: كما نظمت مبادرة (رسولي قدوتي) التي تتناول عدداً من القيم الخلقية، ومبادرة (كلنا واحد) والتي تحارب التنمر، وحثت الأطفال على التحلي بأخلاق الرسول الكريم وأن نحقق أحلامنا ونسعى من أجلها.
أشاد جاسم خميس المريخي الفائز بالجائزة عن فئة اليافعين (طالب في أكاديمية قطر الخور) بجائزة أخلاقنا التي تحفز الأطفال واليافعين على بذل المزيد من الأنشطة المدرسية واللا مدرسية من أجل نشر الأخلاق القويمة وتعريف الجمهور بها.
وقال إن مشروعه الذي قدمه للجائزة بعنوان (علم وتعلم)، ويتناول كيفية غرس القيم والأخلاق الحسنة من خلال القصص والفعاليات المجتمعية، وألف قصة بعنوان (السيف العظيم) وهي تمثل شعار اليوم الوطني وتتحدث عن شعار (وحدتنا مصدر قوتنا)، وقصة أخرى بعنوان (هذا مستقبلي) ذات طابع اجتماعي وتتناول المسؤولية ودورها تجاه الفرد.
من جانبه قال الطفل سعد أحمد الدرهم: فزت بجائزة فئة البراعم، وقدمت ملفاً من الأنشطة والمشاركات والمساهمات التي نفذتها طيلة السنوات التي مضت وجميعها تتناول موضوع الفروسية والخيول، مضيفاً أنه قدم مبادرات عديدة لمساعدة الأطفال حيث كان يمثل عضوية المجلس الطلابي بالمدرسة.
وأشار إلى أنه نظم برنامج (شذرات الأذكياء) وشارك في فعاليات النادي العلمي إلى جانب العديد من الأنشطة والإسهامات التي تتناول الركيزة الاجتماعية.
وأعرب الطفل يوسف علي الخاطر عن سعادته بفوزه بجائزة براعم أخلاقنا، والتي حصدها من خلال مشاركاته العديدة في المدرسة أو النادي العلمي حيث فاز بالمركز الأول بعد نجاح مبادرته بعنوان (راوني إبداعك)، وكان الإبداع عبارة عن إنتاج سيارة تسير على الماء من إعادة تدوير بهدف الحفاظ على الطاقة.
وأشار إلى أنه يدير مشروعاً في الزراعة لإعادة التدوير في مدرسته باستخدام علب البلاستيك، وهذا يحفز الصغار على الزراعة المنزلية بهدف تحقيق الاستدامة من استخدام مواد بسيطة.