جامعة الدوحة تناقش احتياجات سوق العمل

alsharq
محليات 25 أبريل 2024 , 01:10ص
علي العفيفي

نظّمت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، ندوة دولية حول «التعليم والمهارات لتأهيل كوادر المستقبل: العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتعليم والتدريب التقني والمهني نحو مجتمع مستدام وقادر على الصمود»، بحضور الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي؛ الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا؛ السيد صلاح خالد، ممثل اليونسكو لدى دول الخليج العربية واليمن ومدير مكتب اليونسكو في الدوحة؛ السيد ماكس تونون رئيس مكتب منظمة العمل الدولية في قطر؛ والشيخة نجوى بنت عبدالرحمن آل ثاني، الوكيل المساعد لشؤون العمالة الوافدة في وزارة العمل وعدد كبير من أصحاب الاختصاص.
تأتي الندوة تلبية لقرارات لجنة وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بدول مجلس التعاون الخليجي بإقامة منتدى لدراسة التخصصات النوعية التي يتطلبها سوق العمل الحالي والمستقبلي.
وتجمع الندوة على مدى يومين عددا من المؤسسات التعليمية الإقليمية واختصاصيّين من مختلف القطاعات وصانعي السياسات لبدء حوار حول دور التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتعليم والتدريب التقني والمهني في تهيئة قوى عاملة جاهزة لتلبية متطلبات الصناعة. ويشكّل هذا الحدث منصة لتطوير نهج شامل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي للتعليم وتنقل القوى العاملة في المنطقة.
ويتضمن اليوم الثاني من الندوة -الخميس- عروضًا مهمّة حول أطر الحوكمة والطرق المبتكرة في تدريس التعليم والتدريب التقنيّ والمهنيّ، إضافة الى جلسات نقاشيّة على هامش الندوة تتناول الذكاء الاصطناعيّ في التعليم ومبادرات المهارات من أجل التغيير المستقبلي.

وكيل التعليم: نعمل على دمج «STEM» بمراحل التعليم

أكد الدكتور إبراهيم النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن الوزارة تعمل على دعم التعليم والتدريب المبنيين على نظامي «STEM» و»TVET» من خلال زيادة المدارس التقنية والمهنية وتطوير المسارات التعليمية ودمج مواد «STEM» بالمناهج الأساسية والربط بينها والتشجيع على التعليم والتدريب التقني والمهني مما يؤهل الطلبة لاكتساب خبرات علمية وعملية مهمة تساعدهم على الالتحاق بأفضل الجامعات. 
وقال النعيمي، خلال كلمته بالندوة، إن الوزارة تعمل بجد نحو دمج مفاهيم «STEM» ليس في التعليم الثانوي فحسب بل في جميع مراحل التعليم المدرسي، مشددا على أن المدارس التخصصية التي تشهد إقبالا منتقطع النظير رافد هام للقطاع التقني والصناعي بالدولة.
وأضاف «نتطلع اليوم إلى توحيد الجهود على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية بهدف رفع كفاءة منظومة التعليم التقني والمهني بما يتوافق مع التغير النوعي في احتياجات سوق العمل التي تستدعي كفايات جديدة عالية التقنية وذات إمكانيات وقدرات تلبي مهارات القرن الحادي والعشرين.

الوكيل المساعد بـ «العمل»: حقوق العمالة الوافدة خيار إستراتيجي

ألقت سعادة الشيخة نجوى بنت عبدالرحمن آل ثاني الوكيل المساعد لشؤون العمالة الوافدة بوزارة العمل، كلمة في الجلسة الافتتاحية قالت فيها، إن موضوع الندوة يأتي في صميم الأهداف والرؤى التي تعمل دولة قطر على تحقيقها من خلال برنامج الإصلاح الشامل الذي انتهجته الدولة، والذي تمثل رؤية قطر الوطنية 2030 الإطار المرجعي له، حيث انطوت الرؤية على محاور هامة تمس القضايا الرئيسية في مجالات التعليم والصحة والبيئة وحقوق العمالة الوافدة وتأهيل القوى العاملة الوطنية والتي تهدف إلى تحويل قطر إلى دولة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل، من خلال أربع ركائز أساسية تشمل التنمية البشرية، والاجتماعية والاقتصادية، والبيئية.
وأوضحت أن الدولة حددت عددا من الأولويات فيما يتعلق بالقوى العاملة في البلاد، بما يتماشى مع الرؤية الوطنية، وقالت إن هذه الأولويات تشمل حماية حقوق جميع العاملين، وخلق المزيد من فرص العمل للقطريين في القطاع الخاص، وضمان قدرة القوى العاملة الأكثر مهارة على تلبية احتياجات اقتصاد أكثر تنافسية وتنوعا ويكون قائما على المعرفة.
وأكدت الوكيل المساعد لشؤون العمالة الوافدة في وزارة العمل أن دولة قطر قامت خلال السنوات القليلة الماضية بتطبيق إصلاحات واسعة النطاق لقوانين العمل، من أجل إضفاء المزيد من التعزيز والحماية لحقوق العمال الوافدينونوهت بأن حماية وتعزيز حقوق العمالة الوافدة يعد خيارا إستراتيجيا للدولة، حيث تأتي التنمية البشرية وحماية حقوق الإنسان وتعزيزها في صدارة أولويات دولة قطر، وأكدت في ختام كلمتها اهتمام دولة قطر المتعاظم بقطاع العلوم والتكنولوجيا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

رئيس جامعة الدوحة لـ «العرب»: «مشروع طريق» لربط مخرجات التعليم بالسوق الخليجية

كشف الدكتور سالم النعيمي رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، إن الندوة الدولية حول «التعليم والمهارات لتأهيل كوادر المستقبل» التي تستضيفها الجامعة تعمل بالتعاون مع الأمانة العامة بمجلس التعاون الخليجي والجامعات الخليجية لإصدار مشروع طريق لربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل لخريجين من تعليم «STEM» و»TEVET» لعرضه على سعادة وزراء التعليم العالي بدول المجلس ثم رفعه لأصحاب السمو القادة في مجلس التعاون للعمل به في المؤسسات التعليمية. 
وأوضح النعيمي في تصريح لـ»العرب»، أن الخطة الوطنية الاستراتيجية الثالثة برؤية قطر 2030 ركزت على تعليم «ستيم» والتعليم التقني والمهني بهدف زيادة الخريجين من هذا التعليم إلى 18 % من إجمالي الخريجين في عام 2030، موضحا أن اليوم قطر وصلت إلى نسبة 10 %.
وأضاف أن تحقيق هدف 18 % ليس سهلا في ظل التحديات الموجودة مثل تغيير نظرة المجتمع للطلاب الذين يدرسون في التعليم التقني والمهني وزيادة عدد الطلبة الذي يرغبون في تعليم الرياضيات والعلوم والهندسة والتكنولوجيا وهي تخصص ليست سهلة، مما يجعل الطلبة يتجهون لدراسة العلوم الإنسانية والفنون وهو أمر يحتاج إلى تحفيز والنظرة في تدريسهم في المدارس الحكومية والخاصة حتى يكون هناك ترغيب في المجالات الهندسية والرياضية والتكنولوجية والعلمية.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي مهتمة بهذا الهدف وتذليل تلك التحديات وجامعة الدوحة تعمل معها لمواكبة المناهج الدراسية بالمدارس التقنية والمهنية مع متطلبات الجامعة لتسهيل انتقال الطلبة من تلك المدارس إلى الجامعات المتخصصة، مشددا على دور قطاع الأعمال في تحفيز وترغيب موظفيهم نحو التعليم التقني والمهني عن طريق التعليم الصيفي أو المشاريع الهادفة الرابطة بين الطلبة والخبراء في قطاع العمل.

 مدير مكتب اليونسكو: نسعى لشراكة لتطوير المناهج

أكد صلاح خالد مدير مكتب منظمة التربية والعلم والثقافة»اليونسكو» في الدوحة لدول الخليج واليمن، أن المنظمة تفخر بالشراكة مع جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا لترتيب هذا الحدث الدولي حول «التعليم والمهارات لتأهيل كوادر المستقبل: العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتدريب التقني والمهني»، الأول من نوعه لمناقشة احتياجات سوق العمل من الكفاءات والمهارات اللازمة من خلال التدريب المهني والحرفي وربطه بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى بحث تنشئة الأجيال الجديدة بالتعليم والتدريب مما يؤهلهم للالتحاق بسوق العمل والشركات والصناعة والأعمال.
وقال خالد في تصريح لـ «العرب»، إنه حاليا يوجد تسارع في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات والتحديات المرتبطة بالتغيير المناخي، لذلك يجب أن نستعيد بهذه الأنظمة التعليمية والتدريبية مثل «STEM» و»TEVET» من أجل مستقبل واقتصاد أخضر.
وأضاف أن منظمة اليونيسكو تركز على برامج التعليم في جميع دول المنطقة ولديها شراكة قوية نأمل أن نعززها أكثر مع جميع وزارات التعليم والعمل.
وأكد أن دولة قطر متقدمة في المدارس المنضوية تحت مظلة اليونيسكو بفضل التنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لمتابعة أعمال المدارس بالدولة.