وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عام 2017 بإطلاق مشروع مدينة نيوم العملاق. وهو مشروع يهدف إلى إنشاء منطقة استثمارية وتجارية عالمية رائدة؛ إذ تتمتع المدينة بموقع متميز، ومساحة شاسعة؛ ما يوفر مساحة لمختلف المشاريع. ويهدف المشروع إلى بناء مدينة تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا والتنمية المستدامة. وتُعد المدينة الآن قيد الإنشاء في شمال غرب المملكة العربية السعودية؛ على ساحل البحر الأحمر. وكان من المُقرر أن ينتهي مشروع نيوم الطموح ضمن رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي.

وخططت الحكومة لاستيعاب 1.5 مليون ساكن في مدينة نيوم الخيالية؛ بتكلفة هائلة تُقدر بـ 1.5 تريليون دولار. ولكن قلصت المملكة العربية السعودية من تطلعاتها وتكلفتها أيضًا لمشروع نيوم؛ إذ يتوقع المسؤولون الآن أقل من 300 ألف ساكن بحلول 2030، ويتوقعون أيضًا الانتهاء من 2.4 كيلو متر فقط من المشروع، أي أقل من 2% من المساحة المُخطط لها.

صرح وزير المالية محمد الجدعان أن المملكة بحاجة إلى فترة أطول لبناء المصانع وتعزيز الموارد البشرية. وأضاف الوزير أن التأخير، أو تمديد بعض المشاريع سيخدم الاقتصاد.

وتخطط الحكومة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لتمويل مشروع نيوم؛ إذ قام مسؤولو نيوم بزيارة بكين وشنغهاي وهونغ كونغ في محاولة لجذب المستثمرين من الصين؛ للتعريف عن المدينة العملاقة.

طالع أيضًا: لماذا اضطرت السعودية إلى إنهاء حلم مشروع نيوم؟

العرض الترويجي لنيوم في الصين

شمل العرض الترويجي عروضًا توضيحيةً تفاعلية، ونماذج مصغرة، ومواد تسويقية تهدف إلى تعريف الحضور بمشروع نيوم ومخططاته المستقبلية. كما تضمن العرض خصائص نيوم الرئيسية؛ موقعها المتميز على ساحل البحر الأحمر، ومساحتها الشاسعة التي تبلغ 26000 كيلو متر مربع، وبنيتها التحتية المتطورة من الطرق، والسكك الحديدية، والمطارات. كذلك التنوع الثقافي؛ إذ تسعى نيوم إلى جذب أشخاص من جميع دول العالم، ما يخلق مجتمعًا متنوعًا وغنيًا بالثقافات المختلفة.

 تضمنت هذه العروض محاكاة تجول افتراضية في The Line، المدينة الذكية التي تشكل محور مشروع نيوم؛ وهي مدينة خطية بطول 170 كيلو مترًا، خالية من السيارات وتعتمد على الطاقة المتجددة. وأعلنت العروض عن أوكساجون؛ وهي منطقة متخصصة للصناعات الثقيلة والتصنيع؛ والتي تعد بإعادة تعريف النموذج الصناعي التقليدي. وأعلنت العروض أيضًا عن تروجينا؛ المنتجع الجبلي في نيوم؛ وجزيرة سندالة الفاخرة في البحر الأحمر، والتي ستبدأ باستقبال الزوار هذا العام.

هل حقق العرض الترويجي المرجو منه؟

لم يُعلَن عن أي صفقات من قِبل المستثمرين الصينيين؛ وصرح رئيس جمعية هونغ كونغ لتطوير الابتكار التكنولوجي لوكالة فرانس برس؛ بأن المعرض ساعد في جعل نيوم "أقل غموضًا". كما صرح أيضًا بأن ردود الأفعال على المشروع كانت "محايدة في الغالب". وعبر تشان عن رأيه بشأن السكن في The Line قائلًا؛ سأوزرها لقضاء وقتًا ممتعًا، لكنني لن أعيش هناك.

وشملت جولة عرض نيوم سيول، وطوكيو، وسنغافورة، ونيويورك، وبوسطن، وواشنطن العاصمة، وميامي، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو، وباريس، وبرلين، ولندن.

يُعد مشروع نيوم مشروعًا طموحًا ضمن خطة المملكة العربية السعودية في تنويع مجالات الاقتصاد؛ لكنه يواجه تحديات كبيرة، تتطلب جهودًا استثنائية لضمان نجاحه على المدى الطويل. ولكن على الرغم من التحديات؛ فإن الحكومة السعودية تُواصل العمل على تنفيذ مشروع نيوم، مع التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية.