شاحنات المساعدات تعبر الرصيف البحري باتجاه غزة

شاطئ غزة

صدر الصورة، Getty Images

بدأت شاحنات محملة بالمساعدات التحرك عبر رصيف بحري مؤقت شيدته الولايات المتحدة قبالة قطاع غزة يوم الجمعة، في وقت تتزايد الضغوط الدولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، حيث يواجه مئات الآلاف أزمة إنسانية حادة.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الشاحنات التي تحمل مساعدات بدأت بالتحرك إلى الشاطئ عبر الرصييف في الساعة السادسة صباحاً بتوقيت غرينيتش.

وقد تم تجميع قطع الرصيف العائم مسبقاً من قبل الجيش الأمريكي في ميناء أشدود الإسرائيلي وانتقلت إلى مكانها هذا الأسبوع على شاطئ غزة، الذي يفتقر إلى البنية التحتية للموانئ الخاصة به،

كما قالت القيادة المركزية إن أي قوات أمريكية لم تذهب إلى الشاطئ.

وأضافت أن المساعدات التي ستصل إلى الرصيف ستكون جزءاً من "جهود مستمرة بذلتها دول متعددة الجنسيات" وستشمل السلع التي تبرع بها عدد من الدول والمنظمات الإنسانية.

#إسرائيل #مدينة_غزة #حركة_حماس #الأراضي_الفلسطينية الصراع_الفلسطيني_الإسرائيلي

صدر الصورة، ALBERTO PIZZOLI/AFP via Getty Images

التعليق على الصورة، صورة بتاريخ ديسمبر/كانون الأول 2023 لزورق تابع للبحرية الإسرائيلية يقوم بدورية في البحرالأحمر قبالة ساحل مدينة إيلات الساحلية جنوب إسرائيل

تفتيش إسرائيلي

وستخضع المساعدات التي سُترسل عبر ذلك الرصيف العائم إلى إجرات أمنية من قبل إسرائيل. إذ سيتم تفتيشها في قبرص قبل الوصول ولكن سيتعين مرورها عبره نقاط تفتيش إسرائيلية إضافية قبل الوصول إلى شاطىء غزة.

وقد طالبت منظمات إغاثية وأممية إسرائيل بأن تبذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى غزة، والتي دُمرت إلى بشكل كبير في أعقاب حرب إسرائيل على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في أعقاب شن حركة حماس هجوماً مفاجئاً العام الماضي على إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها تكثف جهودها لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقال الجيش الإٍسرائيلي إن 365 شاحنة مساعدات قد دخلت عبر معبري كرم أبو سالم وإيريز(بيت حانون) إلى القطاع يوم الخميس.

#إسرائيل #مدينة_غزة #حركة_حماس #الأراضي_الفلسطينية الصراع_الفلسطيني_الإسرائيلي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، صورة بتاريخ 16 مايو/آيار 2024 لسفن تابعة للبحرية الأمريكية ترسو قبالة سواحل غزة لتشغيل مشروع الرصيف العائم في غزة.

ما الذي نعرفه عن ذلك الرصيف البحري؟

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن بناء رصيف بحري في غزة لزيادة وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.

وقال الناطق باسم البنتاغون بات رايد إن "سفنا حربية أمريكية بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء مؤقت ورصيف في البحر".

ومن شأن هذه المنصة المؤقتة في البحر أن تسمح لسفن عسكرية أو مدنية بتفريغ حمولتها، على أن تنقل المساعدات لاحقا بواسطة سفن دعم لوجيستي إلى رصيف على الشاطئ.

وقال مسؤولون أمريكيون إن هذا المسعى لا يتضمن "نشر قوات على الأرض" في قطاع غزة الذي يشهد حربا. لكن جنودا أمريكيين سيكونون بجوار قطاع غزة خلال بناء الرصيف الذي ستشرف عليه قوات إسرائيلية أيضا.

وستكلف منظمات غير حكومية بتوزيع المساعدات بعد وصولها إلى القطاع على ما أفادت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق.

وتجعل هذه الخطة الولايات المتحدة ضالعة وبشكل مباشر وأكبر في غزة. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه إدارة بايدن وبشكل متزايد انتقادات كبيرة بعد تفاقم الأزمة الإنسانية وتضييق الحصار الإسرائيلي على غزة.

ما تفاصيل الرصيف العائم؟

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

ووصف البيت الأبيض المبادرة بأنها "مهمة طارئة" من شأنها أن تسمح بتسليم مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة عبر رصيف عائم يتم ربطه بجسر مؤقت.

وقال مسؤولون في وقت سابق، إن البناء سيتم بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة وسيستغرق من 30 إلى 60 يوماً للتنفيذ، وسيشمل مئات أو آلاف القوات الأمريكية على متن السفن قبالة الشاطئ، وذلك تماشياً مع تفويض الرئيس جو بايدن، شريطة عدم وجود جنود أمريكيين على الأرض داخل غزة.

وكانت إسرائيل قد طرحت خطة مشابهة في الأسابيع الأولى للحرب، وقالت واشنطن إنها تعمل بشكل وثيق مع الإسرائيليين لتنفيذ الخطة. لكنها لم تحدد إن كانت إسرائيل ستقدم مساعدة أو دعماً مباشراً لبناء الرصيف أو تشغيله.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن المتحدثة باسم وكالة "كوغات" الإسرائيلية، وهي المسؤولة عن تنظيم المساعدات للفلسطينيين في غزة، رفضت التعليق، لكن مسؤولاً إسرائيلياً، تحدث دون الكشف عن هويته، قائلا "إنه بموجب الخطة الأخيرة، سيتم إرسال المساعدات التي تبرعت بها الإمارات العربية المتحدة إلى قبرص، حيث سيتم تفتيشها هناك ثم تنقل بالسفن إلى ساحل قبرص ومن ثم إلى غزة".

ويتولى سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي الذي يتمتع بخبرة طويلة في البناء السريع للمنشآت العائمة، بحسب مسؤولي البيت الأبيض بناء المنشآت قبل نقلها إلى الساحل بالقرب من شواطئ غزة.

وقال المسؤولون إن السفن، وهي ضخمة وكبيرة، تحتاج إلى حراسة مسلحة نظراً لبطء إبحارها، خاصة عندما تصل إلى نطاق ساحل غزة، لذا تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على بحث كيفية ضمان حمايتها أثناء بناء الرصيف.

ونبه موظفو الإغاثة إلى أن الممر البحري لن يكون بديلاً للطرق البرية.

أطفال غزة

صدر الصورة، Reuters

هل يغني الممر البحري عن النقل البري؟

ورغم أن المبادرة الجديدة ستوفر طريقا آخر لإيصال شاحنات المساعدات إلى المنطقة، فإن الرصيف العائم لن يحل مشكلة مركزية تتمثل في توزيع المساعدات داخل غزة خاصة في الشمال حيث تمنع إسرائيل، بحسب المصادر الفلسطينية ووكالات الإغاثة الدولية، دخول الشاحنات إلى محافظاتها.

وتدخل المساعدات إلى غزة عبر معبرين حدوديين، لكن بطء دخولها بسبب عمليات التفتيش الإسرائيلية أدى إلى تقليص هائل في حجم تلك المساعدات، مما اضطر بعض الدول مثل الولايات المتحدة والأردن ومصر وفرنسا إلى إنزال المساعدات جواً، لكنها طريقة غير عملية وعددها ضئيل جدا مقارنة بحاجة السكان، علاوة على ما تحمله من مخاطر.

ويتعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته لانتقادات حادة لإفشال الدعوات لوقف إطلاق النار ولتحركه ببطء شديد لمعالجة الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة على حد وصف المحتجين.

وحذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من نصف مليون من سكان غزة يواجهون كارثة حتمية بسبب التجويع والحرمان، خاصة في شمال القطاع.

وقال جيمي ماكغولدريك، كبير مسؤولي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في القدس: "نحن ندعم جميع وسائل إيصال الإمدادات إلى غزة - عمليات الإنزال البحري والجوي - لكن الأولوية هي للقوافل البرية".

واستغرب الناشط السياسي محمد نزال في لقاء متلفز لوسائل الإعلام الخطوة الأمريكية وقال إنها "دليل التخبط الأمريكي، فمن يستطيع أن يبني ميناء عائما يستطيع أن يفتح المعابر"، فهذه الخطوة على حد وصفه هي فقط "لامتصاص الغضب في الداخل الأمريكي وللترويج الإعلامي".

وقالت المسؤولة الأممية سيخريد كاخ إن عدداً من الدول الكبرى ستشارك في جهود إنشاء الممر البحري إلى غزة. وقالت إن قبرص تخطط لبناء تحالف من الدول المستعدة للمشاركة في إنشاء هذا الممر لتوصيل الإمدادات الإنسانية والبضائع التجارية للقطاع.

وذكرت المسؤولة الأممية أن توصيل المساعدات عبر الجو أو البحر ليس بديلا عن إيصال المساعدات براً الذي يعد السبيل الوحيد للوفاء بحجم الاحتياجات الهائل لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون شخص.

ووصفت الإنزال الجوي للمساعدات بأنه "يعد رمزاً على دعم المدنيين في غزة وشهادة على إنسانيتنا المشتركة، لكنه قطرة في محيط، وأبعد من أن يكون كافياً. وشددت على أهمية زيادة وتعزيز حجم وجودة المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة. وأوضحت أن الأمر لا يتعلق فقط بعدد الشاحنات التي تدخل القطاع بل بجودة ما تحمله الشاحنات وأهميته وإن كان يفي بالاحتياجات.

وأوضحت أن التوصيل البري أسرع وأرخص تكلفة وأسهل، خاصة إذا كان الهدف هو الحفاظ على توصيل الإغاثة لسكان غزة لفترة طويلة من الزمن.

وعبرت المسؤولة الأممية في كلمتها أمام أعضاء مجلس الأمن عن أهمية فتح مزيد من المعابر. وقالت: "يجب أن تصل المساعدات عبر أسدود، لكن أيضا عبر معابر أخرى وليس فقط كرم أبو سالم. كما استعرضت الإمكانات التي تراها مع فتح ما يُسمى بطريق الأردن البري الذي يوفر إمكانية مرور 100 شاحنة يوميا على مدار 6 أيام في الأسبوع.

أطفال غزة

صدر الصورة، Getty Images

من سيشارك في الخطة الأمريكية الجديدة؟

وفي وقت سابق، أعلنت المفوضية الأوروبية وجمهورية قبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وهولندا واليونان في بيان صحفي مشترك، تأييدها للولايات المتحدة بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إن حكومته "عملت بلا كلل" لتصميم ممر بحري إنساني "لإيصال حجم كبير من المساعدات لشعب غزة.

وتقع قبرص على بعد أكثر من 200 ميل شمال غرب غزة، ولبريطانيا وجود عسكري كبير في الجزيرة، وأعلنت بريطانيا أنها ستشارك في إجراءات شحن المساعدات.

وقال البيان المشترك إن "الوضع الإنساني في غزة مأساوي، إذ هناك عائلات وأطفال فلسطينيون أبرياء في حاجة ماسة إلى الضروريات الأساسية".

وأضاف: "لهذا السبب، تعلن المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وجمهورية قبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن عزمها فتح ممر بحري لتوصيل الإمدادات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها. بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عن طريق البحر".