مرسيدس، شركة ألمانية عريقة في عالم السيارات، قدمت وما تزال الكثير من المركبات الرائعة والتي حصلت على إعجاب الملايين من الناس في شتى أنحاء العالم، ولكن لماذا هذا الاسم؟
الاسم.. اسم فتاة
عام 1889، ولدت مرسيدس أدريان رامونا مانويلا جيلينيك ابنة إميل جيلينك، وهو دبلوماسي مشهور. بحلول عام 1894، انتقلت عائلة جيلينك إلى نيس، على شاطئ الريفييرا الفرنسية، حيث تم تعيين رب الأسرة قنصلًا عامًا للإمبراطورية النمساوية. ومع ذلك، فإن اهتماماته الأكثر حماسة كانت تكمن في مجال صناعة السيارات، وليس في عالم السياسية العالمية.
في عام 1896، علم إميل جيلينك عن السيارة الجديدة التي تنتجها شركة DMG وذهب شخصيًا إلى شتوتغارت لزيارة المصنع. وبعد ذلك بعامين، أصبح الوكيل الرسمي لشركة DMG في منطقة الريفييرا الفرنسية، التي كانت في ذلك الوقت واحدة من أكبر أسواق السيارات في العالم، وكانت في المرتبة الثانية بعد باريس.
ومع ذلك، لم يكن جيلينك سعيدًا بتصميم السيارة ولا باسمها الجرماني. وبدلاً من ذلك، باع السيارات مستخدمًا اسم ابنته، مرسيدس (الكلمة تعني "رحمة" باللغة الإسبانية) وطلب من DMG بناء سيارة وفقًا لمواصفاته.
السيارة المميزة
استجابت شركة دايملر لذلك، وأثبت أنه أفضل قرار اتخذته الشركة على الإطلاق: كانت السيارات الجديدة أنيقة وقوية وموثوقة. في عام 1901، فاز طراز مرسيدس 35 HP بالكثير من سباقات السيارات، مما أدى إلى ترسيخ الاسم بشكل لا يمحى في عالم المحركات. وفي عام 1902، سجلت شركة DMG اسمًا تجاريًا لجميع سياراتها المستقبلية.
إضافة إلى ما ذكرنا، قامت شركة دايملر بتصنيع محركاتها في فرنسا من قبل اسمين صناعيين بارزين في ذلك الوقت: بانهارد آند ليفاسور، وبيجو. ومن المفارقات أن إميل جيلينك لم يتمكن من استخدام اسمه لسيارته الخاصة لأسباب عدة، لذلك تم الاتفاق على اسم "مرسيدس" لحل جميع المشاكل بسرعة وسهولة ومن دون أي آثار قانونية.
في عام 1902، أصدرت DMG سيارة Simplex وهو طراز بقوة 40 حصانًا، وفي نهاية العام، ظهرت سيارة Mercedes-Simplex 60 HP ، وعند تواجدها لأول مرة، سحقت ببساطة جميع منافسيها في أحداث السباق في جميع أنحاء فرنسا وإنجلترا. زودت السيارة بمحرك رباعي الأسطوانات سعة 9.25 لترًا، تمكن من جعل السيارة تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 130 كلم/ الساعة.
بعد 112 عامًا من الملكية
تم تجميع عدد 102 من السيارة المذكورة بين عامي 1902 و1905، ومن المعروف أن خمس سيارات فقط بقيت على قيد الحياة حتى يومنا هذا. إحداها موجودة في متحف مرسيدس بنز كما أن نسخة اخرى متواجدة في المملكة المتحدة منذ 112 عامًا في العائلة نفسها، إذ إن الصحافي ألفريد سي دبليو هارمسورث هو العميل الذي طلب السيارة في عام 1902. كان هارمسورث، إعلامي مؤثر للغاية وثري وعاشق للسيارات.
اشترى هارمسورث السيارة عام 1902 واحتفظ بها حتى وفاته بعد عقدين من الزمن. ورث ابنه البالغ من العمر 12 عامًا السيارة ونقلها إلى أحد أحفاده بعد حوالي 65 سنة. بين عامي 1987 و2024، كان للسيارة مالكان آخران.
وفي 1 مارس 2024، أصبحت أغلى سيارة أثرية إذ تم بيعها في مزاد وقد حققت ثمن وصل إلى 11 مليون دولار في مزاد جزيرة أميليا. هذا وكان الرقم القياسي السابق يعود إلى سيارة Hispano-Suiza H6C 'Tulipwood' Torpedo موديل عام 1924، مع سعر 9,245,000 دولار، وذلك في عام 2022.
اقرأ أيضاً: شاحنة مرسيدس كاسحة تعود لعام 2003 تحت مطرقة المزاد.. بكم بيعت؟
