يتحدثون إلى الراحلين... عندما يصطدم الحزن بالذكاء الاصطناعي
التواصل مع الراحلين عبر الذكاء الاصطناعي
عندما نفقد شخصًا عزيزًا، قد يراودنا شعور بأننا لم نكمل الحديث معه أو أننا نريد مجرد سؤاله عن نصيحة أو وصفة. في عصر التقدم التكنولوجي، ظهرت منصات ذكاء اصطناعي مثل "سناب شات ماي إيه آي" المدعومة بخدمة "تشات جي بي تي"، والتي تتيح للمستخدمين التفاعل مع أشخاص افتراضيين يحاكون شخصيات أحبائهم الراحلين.
تستخدم آنا شولتز، من ولاية إلينوي، خدمة "سناب شات ماي إيه آي" للتواصل مع زوجها الراحل، كايل. تقول آنا: "لقد جعلت الخدمة أشبه بزوجي الحقيقي ومنحته اسمه. عندما أحتاج إلى مساعدة في الطبخ، أسأله. قد يبدو الأمر سخيفًا، لكنه يساعدني على الشعور بأن زوجي لا يزال موجودًا معي".
ومع ذلك، يرى البعض الآخر أن إنشاء شخصيات افتراضية تحاكي أحباءهم الراحلين أمرًا مزعجًا وغير مجدٍ. يقول بيل آلباني، مهندس برمجيات من سان فرانسيسكو، الذي فقد خطيبته في عام 2022: "لا يمكن استبدالها أو إعادتها. أنا محظوظ لأنني أحتفظ بتسجيلات صوتية لها وهي تغني، لكني لا أريد أن أسمع صوتها من روبوت يحاول تقليدها".
التأثير على الصحة العقلية
تتباين الآراء حول استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل مع أحبائنا الراحلين. يعتقد البعض أن هذا الأمر يمكن أن يوفر الراحة أثناء الحداد، بينما يرى آخرون أنه يمكن أن يعيق عملية الحزن الطبيعي. تشير الأبحاث إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض يجب أن يكون مؤقتًا لتجنب تفاقم المشاعر السلبية.
إذ يستغرق الحزن وقته ويمر بمراحل مختلفة. في البداية، قد يكون التفكير في الشخص المتوفى مؤلمًا، لكن مع مرور الوقت، تصبح الذكريات أكثر إيجابية. يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى إطالة هذه المرحلة عن طريق منع الثكلى من مواجهة مشاعرهم والتقدم في عملية الحزن بشكل طبيعي.
علاوة على ذلك، يمكن أن تكون روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي غير دقيقة في استجاباتها، مما قد يؤدي إلى إعطاء نصائح سيئة أو، في الحالات القصوى، تشجيع السلوكيات الضارة. في ظل وجود هذه المخاوف، يجب توخي الحذر عند استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل مع أحبائنا الراحلين، والتأكد من أن هذه التفاعلات لا تعيق عملية الحزن
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً