هل يمكن للمقاومة العنيفة أن توقف تمدد الذكاء الاصطناعي؟
![هل يمكن للمقاومة العنيفة أن توقف تمدد الذكاء الاصطناعي؟ هل يمكن للمقاومة العنيفة أن توقف تمدد الذكاء الاصطناعي؟](https://img.3agel.news/VX059O8rdco_EyYd1f57g0lCl02mOTVsbUljCU5faUs/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvUEx/OZG1kYU/JXcHlzT/FlZWFRm/VUlIeW1/2N2ZtVX/NNNjVaS/2kyNUdI/SC53ZWJ/w.webp)
الثورة التكنولوجية للذكاء الاصطناعي
في 30 نوفمبر 2022، شهد العالم إطلاق برنامج ChatGPT، الذي أثار دهشة المستخدمين بقدراته التوليدية المتطورة، وتزايد عدد مستخدميه بشكل غير مسبوق. كما دخلت شركات أخرى في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل مايكروسوفت وألفابت وميتا و DeepMind وغيرها.
ويتواصل تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي في الارتفاع، إذ أثبتت هذه التكنولوجيا قدرتها على أتمتة المهام المعقدة التي كانت مقصورة على البشر. ونتيجة لذلك، يرى الخبراء أنها ستلعب دوراً محورياً في الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي، مما سيؤثر بشكل كبير على أسواق العمل.
تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل
تشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتسبب في إزاحة بعض الوظائف، لكنه سيؤدي أيضًا إلى خلق فرص عمل جديدة. ومع ذلك، فإن تأثير هذا التحول لن يكون متساويًا، حيث من المتوقع أن تتأثر الأسواق في المناطق التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل سريع دون ضوابط تنظيمية بشكل أكبر.
وتشير تقديرات ماكينزي إلى أنه بحلول عام 2030، فإن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى أتمتة ما يصل إلى 29.5% من ساعات العمل في الاقتصاد الأميركي، مقارنة بـ 21.5% في حال عدم وجود الذكاء الاصطناعي.
ونتيجة لذلك، حذر صندوق النقد الدولي من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف حول العالم، وحث صناع السياسات على الموازنة بين إمكانات هذه التكنولوجيا وتأثيراتها السلبية.
مقاومة تمدد الذكاء الاصطناعي
تاريخيًا، واجهت التغييرات التكنولوجية مقاومة من قبل العمال الذين يخشون فقدان سبل عيشهم. ومع ذلك، نادراً ما نجحت هذه المقاومة في منع تبني التقنيات الجديدة.
فعلى سبيل المثال، في عام 1675، دمر عمال النسيج في لندن آلات كانوا يعتقدون أنها تهدد حياتهم المهنية، وهو سيناريو تكرر في صناعات أخرى على مر التاريخ. لكن هذه المقاومة عادة ما تكون عديمة الجدوى، إذ سرعان ما يتم قمع التحركات الاحتجاجية.
ويرجع ضعف المقاومة إلى نقص التنظيم بين العمال المتضررين من التكنولوجيا الجديدة. وفي الولايات المتحدة، ينتمي أقل من 10% من العمال في الخدمات المالية والمهنية والتجارية إلى نقابات. وهذا الافتقار إلى التنظيم يقلل من قدرة العمال على مقاومة التمدد التكنولوجي.
فشل المقاومة العنيفة
على الرغم من فشل المقاومة العنيفة في منع التغييرات التكنولوجية في الماضي، إلا أنها قد تنجح في حالة الذكاء الاصطناعي إذا شعرت النخب العامة وخافوا من هذه التكنولوجيا.
فعلى سبيل المثال، أدى الاستنساخ البشري والهندسة الوراثية إلى ردود فعل عنيفة من المجتمع، مما دفع الولايات المتحدة إلى إصدار قانون حظر الاستنساخ البشري في عام 2003. وبالمثل، فإن القدرة المتزايدة للذكاء الاصطناعي التوليدي على محاكاة البشر قد تؤدي إلى ضغوط على المشرعين لتقييد استخداماته.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن من المستحيل إيقاف تمدد الذكاء الاصطناعي في الوظائف. ويرجع ذلك إلى أن الذكاء الاصطناعي يرتبط بالعولمة وليس له حدود جغرافية، مما يجعل من المستحيل ضبطه أو تنظيمه بشكل فعال.
وكما ذكر رولان أبي نجم، خبير التحول الرقمي، فإن محاولات ضبط الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد فشلت على مدى 40 عامًا، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد أبي نجم أن المقاومة العنيفة لن تؤدي إلى أي مكان، وأن المنافسة الشرسة بين الدول والشركات ستؤدي إلى انتشار ذكاء اصطناعي أكثر قوة في المستقبل. ويقترح بدلاً من ذلك التركيز على تطوير خوارزميات قادرة على التعرف على المحتوى المسيء المزيف الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي ومنعه.
ويشير جو زغبي، المطور التكنولوجي، إلى أن الذكاء الاصطناعي يشق طريقه إلى الأعمال التجارية بسرعة، لكن هذا التحول سيحدث تغييرات كبيرة في القوى العاملة على المدى البعيد. ويشدد على أن المعارضة ستؤدي فقط إلى تأخير تمدد الذكاء الاصطناعي وليس منعه، وأن الموظفين سيتعين عليهم التكيف مع التغيير وتعلم المهارات الجديدة التي يحتاجها سوق العمل في المستقبل.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً