"هل يمكنك الثقة بما تراه أو تسمعه؟".. خطر التزييف العميق يفاقم إشكاليات الأمان الرقمي
خطر التزييف العميق على الأمن الرقمي
تعد تقنيات التزييف العميق أو (Deepfake) جانبًا ظلاميًا متزايد الخطورة في مجال الذكاء الاصطناعي. حيث تستخدم هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم العميق لتوليد وتعديل محتوى رقمي، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو، بطريقة تبدو حقيقية ولكنها في الواقع مزيفة.
في البداية، استُخدمت تقنيات التزييف العميق لإنشاء تأثيرات بصرية متقدمة في صناعة السينما والترفيه، إلا أنها سرعان ما أثبتت إمكانية استخدامها في مجالات أقل نفعًا وأكثر خطورة. ومن خلال التزييف العميق، يمكن إنشاء مقاطع فيديو لشخصيات سياسية أو عامة تبدو وكأنها تقول أو تفعل أشياء لم تحدث في الواقع. وهذا يمهد الطريق لنشر المعلومات المضللة والتلاعب بالرأي العام وتهديد الأمن الشخصي والسياسي.
تزييف الأصوات: بايدن مثالًا
تشمل تقنيات التزييف العميق أيضًا تزييف الأصوات، حيث يمكن استخدام نماذج تعلم الآلة لتقليد صوت شخص معين بدقة عالية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى استخدامات خبيثة مثل الاحتيال أو نشر تسجيلات مزيفة منسوبة لأشخاص لم يقولوا هذه العبارات فعلاً. على سبيل المثال، انتشرت رسالة صوتية تُنسب إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعو فيها الناخبين في ولاية نيو هامبشاير إلى عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية.
حالات من الواقع
هناك العديد من الحالات المرتبطة بتقنيات التزييف العميق وتأثيراتها الخطيرة، بما في ذلك واقعة الرسالة الصوتية المنسوبة إلى بايدن. ومن بين هذه الحالات:
- خداع موظف مالي في شركة متعددة الجنسيات لدفع 25 مليون دولار لمحتالين استخدموا تقنية التزييف العميق لانتحال شخصية المدير المالي للشركة في مكالمة جماعية عبر الفيديو، وفقًا لشرطة هونغ كونغ.
- استخدام تقنية التزييف العميق لتعديل مقاطع الفيديو العامة وصور بطاقات الهوية، مما سمح للمحتالين بخداع برامج التعرف على الوجه وسرقة أموال الضحايا.
- انتشار صور إباحية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لنجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسلط الضوء على الإمكانات الضارة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وفي مواجهة مخاطر التزييف العميق، تُبذل جهود لتطوير حلول مضادة. وتتضمن هذه الحلول تقنيات الكشف التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية لتحليل المحتوى الرقمي والتعرف على الأنماط التي تشير إلى التزييف. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الوعي العام دورًا حيويًا في مواجهة تأثيرات التزييف العميق. يجب أن يكون الجمهور على دراية بوجود هذه التقنيات وضرورة التفكير النقدي والتحقق من المصادر قبل تصديق أو نشر أي محتوى مشكوك فيه.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً