هل ستختفي خدمة الإنترنت كما نعرفها الآن؟
مقدمة
على الرغم من الإنجازات التقنية الهائلة التي حسّنت الاتصالات بين الناس، إلا أن مستقبل الإنترنت يبدو مهددًا بشكل متزايد. ففي الوقت الذي تعمل فيه مشاريع مثل كابل "أفريقيا 2" على جلب الإنترنت إلى المزيد من الناس، يبذل القادة جهودًا حثيثة للسيطرة عليها.
في هذا المقال، سنتعمق في التحديات التي تواجه الإنترنت، وكيف يمكن أن تؤثر الإجراءات الحكومية والتقنيات الجديدة على مستقبلها.
تزايد القيود الحكومية
في السنوات الأخيرة، شهد العالم ارتفاعًا مقلقًا في عدد الدول التي تفرض قيودًا على الإنترنت. وقد وثّقت مجموعة "توب 10 في بي إن" زيادة كبيرة في عمليات الإغلاق المتعمدة للإنترنت، حيث بلغ عددها 225 حالةً في عام 2023 وحده.
تتصدر الهند هذه القائمة، حيث تستخدم السلطات عمليات إغلاق الإنترنت لقمع المعارضة ومنع الغش في الامتحانات. وتتصدر إيران وميانمار أيضًا قائمة الدول التي قيّدت حرية الإنترنت بشكل كبير.
تقنيات الرقابة الجديدة
إلى جانب عمليات الإغلاق، تستخدم الحكومات أيضًا تقنيات متطورة للرقابة على المحتوى وفرض الرقابة عليه. وأشارت مؤسسة "فريدوم هاوس" إلى انخفاض حرية الإنترنت لمدة 13 عامًا متتاليًا، حيث وُصفت الصين بأنها أسوأ بيئة بالنسبة للإنترنت.
تستخدم الصين نظام جدار الحماية العظيم الشهير لمراقبة ما ينشره الناس ومناقشته على الإنترنت. كما قامت بتجنيد جيش من مراقبي الإنترنت لضمان الامتثال لرقابة الدولة الصارمة.
الإنترنت المنقسم
إلى جانب القيود الحكومية، تساهم التقنيات الجديدة أيضًا في تجزئة الإنترنت. تعمل روسيا والصين على تطوير أنظمة أسماء نطاقات منفصلة تهدف إلى منع الوصول إلى الإنترنت العالمي.
تتجه الدول أيضًا نحو تفضيل التطبيقات المحلية على نظيراتها الأجنبية. ونتيجة لذلك، أصبحت شركات الإنترنت أكثر استعدادًا للامتثال للرقابة الحكومية.
المستقبل غير المؤكد للإنترنت
تثير هذه التطورات تساؤلات كبيرة حول مستقبل الإنترنت. فقد كان يُنظر إلى الإنترنت في يوم من الأيام على أنه ساحة عامة عالمية، غير خاضعة لسيطرة أي حكومة. ومع ذلك، فإن الواقع الحالي يشير إلى أن هذا الحلم يتلاشى تدريجيًا.
يقول الخبراء إن أدوات التحكم في الإنترنت أصبحت وفيرة ومتاحة على نطاق واسع، وأن الحكومات أصبحت أكثر استعدادًا لاستخدامها. ويحذرون من أن الإنترنت قد يصبح أقل انفتاحًا وتوحيدًا مما كان عليه في الماضي.
في حين أن التطورات التكنولوجية تساعد على ربط الناس، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى زيادة الانقسام والرقابة على الإنترنت. ومن الضروري أن نكون على دراية بهذه التحديات وندافع عن مبادئ الإنترنت الحر والمفتوح.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً