هل تتخلى قطر عن دور الوساطة بين إسرائيل وحماس؟
تقييم قطر لدورها كوسيط بين إسرائيل وحماس
أعلنت قطر عزمها على إعادة تقييم دورها كوسيط بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بعد أكثر من ستة أشهر من اندلاع الحرب بينهما، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن إمكانية وقف الجهود الرامية لإحلال هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. لكن الخبراء يرون أن موقف قطر هو احتجاج أكثر مما هو تهديد فعلي.
ونجحت قطر في التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر، أسفرت عن إطلاق سراح حوالي 100 رهينة من أصل 250 رهينة إسرائيلي خلال عملية "طوفان الأقصى" مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ومع ذلك، فشلت جميع المساعي لإحلال هدنة ثانية منذ ذلك الحين.
في مواجهة الانتقادات، وخاصة من إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الأربعاء أن الدوحة "تقوم بعملية تقييم شامل" لدور الوساطة الذي تقوم به.
أسباب استياء قطر
رفضت قطر مرارًا الانتقادات الإسرائيلية، ولا سيما من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كما نددت السفارة القطرية في واشنطن بتصريحات النائب الديمقراطي الأمريكي ستيني هوير التي دعا فيها الولايات المتحدة إلى مراجعة علاقاتها مع قطر، متهماً الإمارة بعدم ممارسة ضغوط كافية على حماس للإفراج عن الرهائن.
وأكد الشيخ محمد أن قطر "ستتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب" بشأن مواصلة جهود الوساطة أو إيقافها. وأعرب عن استيائه من "الإساءة المرفوضة" و"المزايدات السياسية" من بعض السياسيين الذين أساءوا لدور قطر في حملاتهم الانتخابية.
مستقبل دور قطر كوسيط
يرى الخبراء أن قطر تسعى من موقفها إلى الرد على الانتقادات وليست جادة في التخلي عن دورها كوسيط، وهو الدور الذي يعتبر "من الركائز الأساسية لسياسة القوة الناعمة التي يعتمدها البلد". وتستهدف قطر بشكل رئيسي إسرائيل وبنيامين نتنياهو وأنصاره في الكونجرس الأمريكي، كما أنها تضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحثها على الدفاع عن قطر.
وقد لعبت الدوحة دورًا حاسمًا في التوصل إلى هدنة نوفمبر وهي مستاءة من عدم اعتراف الجميع وخاصة إسرائيل بذلك. ومن غير المرجح أن تنسحب من جهود الوساطة بعد أن استحوذت على العلاقة مع حماس.
وبسبب استضافتها للمكتب السياسي لحماس في الدوحة منذ عام 2012، أصبحت قطر قناة التواصل الرئيسية مع الحركة. ويؤكد الخبراء أن قطر لا غنى عنها في جهود الوساطة لأن المصريين لا يمتلكون نفس مستوى التواصل مع حماس. وإذا انسحبت قطر من المحادثات، فستكون تحت ضغط أكبر لطرد حماس من أراضيها.
في حال خرجت حماس من قطر، تبدو الجزائر ولبنان وإيران مقرًا محتملًا لقيادتها السياسية. ويتساءل الخبراء أنه في حال انتقال المكتب السياسي إلى إيران، "إلى من سيتوجه الأمريكيون والإسرائيليون للوصول إلى حماس؟". ويرى البعض أن تركيا، التي يزورها إسماعيل هنية في نهاية الأسبوع، قد تؤدي دورًا في الوساطة أيضًا.
تعثر المفاوضات
تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بإحباط اقتراح طرحه الوسطاء والذي ينص على هدنة لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلي مقابل إطلاق سراح ما بين 800 و900 فلسطيني في السجون الإسرائيلية. وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وسحب إسرائيل لقواتها من قطاع غزة بأكمله والسماح بعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً