هل أصبحت أجهزة ميكروسوفت الجديدة حلقة من بلاك ميرور؟

ميكروسوفت: إطلاق أجهزة Copilot+ PC المتطورة

أعلنت مايكروسوفت حديثًا عن سلسلة أجهزة Copilot+ PC التي طورتها لتكون أجهزة الكمبيوتر "الأقوى والأسرع والأذكى" على الإطلاق. وتتميز هذه الأجهزة بدمج مبتكر لوحدات معالجة متطورة، بما في ذلك وحدات المعالجة المركزية (CPU)، ووحدات معالجة الرسومات (GPU)، ووحدات معالجة عصبية (NPU) عالية الأداء.

وهذا الدمج يسمح بأداء محسن وقدرة حوسبة عالية، مما يتيح إجراء أكثر من 40 تريليون عملية في الثانية. كما تتصل هذه البنية وتتعزز بنماذج اللغة الكبيرة (LLMs) التي تعمل في Azure Cloud، بالتعاون مع نماذج اللغة الصغيرة (SLMs)؛ مما يمكّن الجهاز من فهم اللغة الطبيعية وتنفيذ مهام مثل الترجمة الفورية وإنشاء الصور وغيرها من المهام التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

خاصية Recall: الراحة مقابل الخصوصية

إلى جانب الإمكانيات التقنية المتطورة، تتضمن أجهزة Copilot+ PC خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي تسمى Recall. تلتقط هذه الخاصية لقطات شاشة دورية وتخزنها محليًا على الجهاز، مما يخلق سجلًا شاملاً لنشاط المستخدم. والغرض من هذه الخاصية هو مساعدة المستخدمين في استرجاع المحتوى المفقود أو المنسي.

ومع ذلك، أثارت خاصية Recall مخاوف بشأن الخصوصية، حيث يحذر خبراء الأمن من إمكانية تعرض لقطات الشاشة هذه للنسخ أو الاختراق، مما يؤدي إلى الكشف عن معلومات المستخدم الحساسة. وقد وصف مكتب مفوض المعلومات (ICO) بالمملكة المتحدة الخاصية بأنها تشكل مخاطر أمنية محتملة، مطالبًا ميكروسوفت بتوضيح تدابير حماية الخصوصية التي تم وضعها.

تساؤلات حول الاختيار والمسؤولية

بالإضافة إلى مخاوف الخصوصية، فإن سلسلة أجهزة Copilot+ PC تثير تساؤلات حول حرية اختيار المستخدم. على الرغم من أن Recall يمكن تعطيله مؤقتًا أو استبعاده من تطبيقات معينة، إلا أنه سيتم دمجه في نظام التشغيل Windows بدءًا من نظام التشغيل Windows 11 24H2 على أجهزة Copilot + PC، مما يجعله غير قابل للإزالة أو التعطيل بشكل دائم.

يُنظر إلى هذا على أنه تجاهل من جانب ميكروسوفت لخصوصية المستخدم، مما دفع بعض الخبراء إلى التعبير عن قلقهم من أن الشركة قد تعطي الأولوية للتقدم التكنولوجي على حساب سلامة معلومات المستخدم. ويُتوقع أن تشعل الأيام القادمة مناقشة حول مسؤوليات شركات التكنولوجيا الكبرى في مواجهة الابتكارات التكنولوجية السريعة والمخاوف المتزايدة بشأن الخصوصية والأمن.