نقطة حوار - لماذا يتحرك الشارع الغربي لوقف حرب غزة ويبقى العربي ساكنا؟
![نقطة حوار - لماذا يتحرك الشارع الغربي لوقف حرب غزة ويبقى العربي ساكنا؟ نقطة حوار - لماذا يتحرك الشارع الغربي لوقف حرب غزة ويبقى العربي ساكنا؟](https://img.3agel.news/TXA3hUYnbMzsKbsAriDLQUCuenjfLmg_rxwyDnzP9EQ/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvNDB/aem92cG/F4cFZkM/GZUcmQy/cnhmUlc/4STJSSD/I2MGZ6U/kpQa0l2/ei53ZWJ/w.webp)
لماذا يصمّ الشارع العربي أذنيه تجاه حرب غزة؟
أسبوعًا بعد أسبوع، تعج شوارع العواصم الغربية بآلاف المتظاهرين الذين يعارضون استمرار الحرب في غزة. يطالب هؤلاء المتظاهرون بإنهاء الصراع، ولم يبدوا أي ضعف أو تراجع منذ بدء حركتهم الاحتجاجية تزامنًا مع بدء الحرب. على النقيض من ذلك، يبدو المشهد في الشارع العربي مختلفًا تمامًا؛ إذ يسود الهدوء والصمت، ولا يبدو أن أي احتجاجات تُذكر على الرغم من أن الحرب تدور على أعتاب الحدود الجغرافية للعديد من الدول العربية.
بالمقارنة، شهدت الجامعات الأمريكية حركات احتجاجية مستمرة ضد استمرار الحرب في غزة منذ اندلاعها. وقد انتشرت هذه الحركات إلى العديد من الجامعات الأوروبية، لكنها لم تجد طريقها إلى الجامعات العربية التي لا تزال تتسم بالهدوء على الرغم من الغضب الذي يعبر عنه الناس على وسائل التواصل الاجتماعي.
تطرح هذه المقارنة السؤال الرئيسي: لماذا يبدو المشهدان على طرفي نقيض؟ أو بعبارة أكثر دقة، لماذا يبدو الشارع العربي خاملًا وصامتًا على الرغم من أن حرب غزة تؤثر عليه بصورة مباشرة أكثر من الشارع الغربي؟
أسباب سكوت الشارع العربي
القمع: يرى كثيرون أن القمع الذي تمارسه السلطات العربية هو السبب الرئيسي وراء إحجام المواطنين العرب عن الاحتجاج، سواء كانوا طلابًا أو عمالًا أو غير ذلك. ويعتقد أنصصار هذا الرأي أن تاريخ القمع الطويل من قبل أجهزة الأمن العربية قد حوّل الناس إلى شعوب خائفة لا تستطيع الدفاع عن قضاياهم.
الاختلافات الثقافية: يرى محللون مختصون أنه بالإضافة إلى القمع، هناك عوامل أخرى لا يمكن تجاهلها عند المقارنة بين الشارعين الغربي والعربي فيما يتعلق بالحراك ضد الحرب في غزة. ويعتبر هؤلاء أن هناك اختلافات جوهرية في البنية الديمقراطية بين المجتمعين الغربي والعربي. فهم يرون أن المواطن الغربي قد نشأ على اعتناق قيم عالمية مثل الدفاع عن الحرية والمساواة، وهو مستعد لدفع ثمن باهظ للدفاع عنها.
غسيل الأدمغة: يعتقد المراقبون أن المجتمعات العربية تعرضت وتتعرض باستمرار لعمليات غسيل دماغ من قبل الأنظمة العربية الرسمية، باستخدام وسائل الإعلام لإقناع الناس بالانكفاء على مصالحهم الشخصية. كما تم تصوير الخروج للمطالبة بوقف الحرب في غزة على أنه جريمة في حق الوطن، واستُخدم الدين لإقناع الناس بإطاعة الحكام وعدم الخروج عن طاعتهم.
عواقب صمت الشارع العربي
استغلال القضية الفلسطينية: نجحت الأنظمة العربية على مدار سنوات طويلة في استخدام القضية الفلسطينية وتداعياتها للتنفيس عن احتقانات مواطنيها الداخلية، لكنها كانت دائمًا تُسيطر على الأمر بحيث لا يخرج عن نطاق سيطرتها.
الخوف من الاحتجاجات: تخشى الأنظمة العربية دائمًا من أن تتحول الاحتجاجات المتعلقة بالقضية الفلسطينية إلى احتجاجات ضدها، خاصة في ظل الظروف الداخلية المتردية.
المقارنة بين الشارعين الغربي والعربي
- تتصدر الجامعات الأمريكية مشهد الاحتجاجات الغربية، حيث يدفع الطلاب ثمنًا باهظًا مقابل مواقفهم المطالبة بوقف الحرب في غزة.
- شهدت بعض الدول العربية مظاهرات مؤيدة لغزة، لكن هذه المظاهرات كانت محدودة ومنظمة من قبل السلطات.
- تمثل الحالة التونسية نموذجًا لكيفية استغلال القضية الفلسطينية للتنفيس عن المواطنين في القضايا الداخلية.
استنتاج
في حين تعج شوارع الغرب بالمحتجين الذين يطالبون بوقف حرب غزة، يبدو الشارع العربي صامتًا. وتُعزى هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل تشمل القمع والاختلافات الثقافية وغسيل الأدمغة والخوف من الاحتجاجات. وقد أثر صمت الشارع العربي على قدرة المنطقة على الضغط لإنهاء الحرب، وأدى إلى استمرار الصراع ومعاناة الشعب الفلسطيني.
![نقطة حوار - لماذا يتحرك الشارع الغربي لوقف حرب غزة ويبقى العربي ساكنا؟ نقطة حوار - لماذا يتحرك الشارع الغربي لوقف حرب غزة ويبقى العربي ساكنا؟](https://img.3agel.news/F4PZtWDPFLbbNjvnljtv88Sv1EaMTEPsU5zMut-NAXA/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvNHJ/xRExORn/lia05BV/jNkMVFP/ZUVZOWJ/JcWtjbF/RyZFIxS/jdWMTJ5/Uy53ZWJ/w.webp)
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً