«من لندن إلى مكة»... أول رحلة حج لامرأة بريطانية

من لندن إلى مكة: أول رحلة حج لامرأة بريطانية

مقدمة

في كتابها الفريد "من لندن إلى مكة - رحلة حج أول امرأة بريطانية"، تكشف ليدي إيفلين كوبولد عن تفاصيل مذهلة ومفعمة بالروحانيات عن رحلتها الاستثنائية إلى الأراضي المقدسة في عام 1933. وقد وثقت كوبولد، التي أطلقت على نفسها اسم "زينب" بعد اعتناقها الإسلام، رحلتها التاريخية في كتاب نُشر عام 1934 بعنوان "الحج إلى مكة".

إلى شواطئ جدة

بدأت رحلة ليدي إيفلين من لندن، حيث كانت متوجهة إلى مصر لتنتظر تفويضًا من الملك عبد العزيز آل سعود يسمح لها بأداء الحج. ولكنها على متن السفينة، تلقت أخبارًا مشجعة بأن طلبها قُبل. ووصلت أخيرًا إلى جدة، وهي مدينة ساحلية على البحر الأحمر، حيث أُعجبت بالمنظر المذهل للمدينة القديمة المحصنة.

مناسك الحج

بعد تلقيها إذنًا رسميًا، انضمت ليدي إيفلين إلى قافلة متوجهة إلى المدينة المنورة، حيث زارت المسجد النبوي وتأثرت بشدة بأجوائه المقدسة. ثم واصلت سفرها إلى مكة المكرمة، حيث أدت مناسك الحج مرتدية ملابس الإحرام التقليدية البيضاء. وتصف كوبولد لحظتها الأولى التي رأت فيها الكعبة المشرفة بأنها "مشهد جليل لا يوصف"، وقد شعرت "بضآلتها وسط الإنسانية الكبيرة" وأحاطت بها "مشاعر الهيبة والفرحة".

روعة الكعبة

تتذكر كوبولد كيف انضمت إلى الحشود التي طافت حول الكعبة، وقد كللها "الرضا والإجلال". وصعدت إلى "مصلى آدم"، وهو مكان يُقال إن النبي آدم صلى فيه لأول مرة على الأرض. كما شهدت جماعات من الحجاج من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك اليمنيين الذين قضوا أشهرًا في السفر لأداء فريضة الحج.

العودة إلى الوطن

بعد أداء مناسك الحج، عادت ليدي إيفلين إلى منزلها الصغير في جدة، حيث أحاطت نفسها بتفاصيل الحياة التي اعتادت عليها. لكنها شعرت بأن روحها قد تغيرت إلى الأبد من خلال هذه التجربة الروحانية المذهلة. وقد حملت معها "متعة الرضا والسعادة" التي عاشتها، واصفة رحلتها بأنها اكتشاف "لعالم جديد مذهل".