مركز "الشيف ولاء"... مبادرة فلسطينية لتعليم فنون الطهي في غزة تتحدى الاحتلال

مبادرات فلسطينية لمواجهة آثار العدوان الإسرائيلي في غزة

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تبرز العديد من المبادرات والمشاريع المجتمعية التي يطلقها فلسطينيون في مخيمات النزوح بهدف كسر الرتابة وتغيير نمط الحياة. ومن بين هذه المبادرات، مبادرة "مطبخ الشيف ولاء لتعليم فنون الطهي" التي أطلقتها الشابة ولاء النجار (30 عامًا).

مركز "الشيف ولاء": دعم السيدات وتمكينهن

تتضمن مبادرة "مطبخ الشيف ولاء" تعليم فنون الطهي وصناعة الحلويات، بهدف إعداد طبقة من السيدات القادرات على إعالة أنفسهن في ظل استمرار الحرب وعجز العائلات عن توفير متطلبات الحياة اليومية. وعن هذه المبادرة، تقول ولاء: "كان لدي مركز متخصص في تأهيل الفتيات وتطويرهن للاندماج في سوق العمل قبل أن يدمره الاحتلال في اجتياحه الأخير لمدينة خانيونس".

وتضيف ولاء: "بعد تدمير المركز، راودتني فكرة إعادة إحيائه مجددًا، فاستأجرت قطعة أرض أقمت داخلها خيمة لتكون بمثابة مطبخ لتعليم الفتيات صناعة الحلويات الفلسطينية والأكل الشرقي، بهدف تأهيلهن للاعتماد على أنفسهن".

التفاعل وتبادل الخبرات

تتميز مبادرة مركز "الشيف ولاء" بجو تفاعلي بين المشاركات، حيث تتبادلن خبرات وثقافات إعداد وصناعة الحلويات. وقد ساهم في تعزيز هذا التفاعل أن زائرات المركز ينتمين إلى مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما يثري تجاربهن.

كما يهدف المركز إلى إخراج النساء من الحالة التي فرضها العدوان، وتعزيز صمودهن في ظل استمرار الحرب. وتقول إحدى المشاركات في المركز، إيمان (28 عامًا): "جئت إلى هذا المركز في محاولة لتغيير حالتي النفسية بسبب الأوضاع الصعبة، واستفدنا من كم كبير من الخبرات التي نقلتها لنا النسوة اللاتي شاركنا كمدربات في هذا المركز".

وتختتم إيمان حديثها قائلة: "رغم الحرب، شاركنا في هذه المبادرة لتطوير خبراتنا في إعداد الطعام والحلويات. وعلى الصعيد الشخصي أتوق للحظة التي يسمح لنا بالعودة لمدينة غزة حتى نطبق ما تعلمنه في مركز ولاء".

استمرار العدوان الإسرائيلي

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ 212 على التوالي، عبر شن غارات جوية وقصف مدفعي، ما أسفر عن ارتكاب مجازر ضد المدنيين وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان.