مرثية الغرباء
دموع الأقارب والغرباء
ما دموع أصدق، دموع الأقارب أم دموع الغرباء؟ لا غرابة في أن يندب القريب فراقه، إلا أن دموع الغرباء تستحق التأمل والتدبر. لا تتحكم قوة العلاقة أو ضعفها في المشاعر حين يحل الحزن، لكن الذكريات والقرابة قد تُضفي على الحدث المزيد من الوجع.
حزن الغرباء على المشاهير
لكن عندما ترى غرباء ينتابهم الحزن الشديد أو البكاء عند وفاة أحد المشاهير، فهذا يستدعي الوقوف والتأمل. هل يكفي أن يكون الشخص معروفًا لنحزن عليه؟ هل تعودنا على وجوده لدرجة أن فراقه كافٍ لإشراكنا أهله الأحزان؟ أم أننا نحزن بعمق لأن الحزن أقرب إلى إنسانيتنا، فنستغل وفاة المشاهير للتعبير عن أحزان أخرى مُغلّفة بحزن معلن؟
الأمير بدر بن عبد المحسن: رمز قومي وتاريخي
عند وفاة الأمير بدر بن عبد المحسن - رحمه الله - وهو الرجل الذي عاش بيننا عقودًا طويلة، كان ملء السمع والبصر، إلا أنه كان كالطيف العابر الذي لم نحسن الإمساك به. كان يكتب الشعر بلساننا في كل مكان، وفي كل موقف، فكنا نصفق إعجابًا وذهولاً، لكننا لم ننصفه كثيرًا. رحل الآن وفي أعناقنا له فضل كبير وشكر عظيم ودعاء لا ينقطع. لقد ترك فينا بيانًا خالدًا، وأجيالًا من الأبناء، وسيذكره الزمان - كما قال شوقي في رثاء حافظ إبراهيم - ما دامت الدنيا، لأن الدهر ينصف ذوي الفضل ويثبت قدرهم في التاريخ.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً