ما الذي يحدث مع الدولار الأميركي؟

تقلبات سوق الدولار الأمريكي

في الفترة الأخيرة، شهدت أسواق الصرف تقلبات ملحوظة في سعر الدولار الأمريكي. فقد انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.24٪ ليصل إلى 105.555 مقابل سلة عملات أجنبية، متزامنًا مع ارتفاع ملحوظ في قيمة الين الياباني.

يكشف التحليل الفني مؤشرات على اتجاه بيعي في المدى القصير لمؤشر الدولار، وذلك نتيجة لتباطؤ عوائد السندات الأمريكية وتدخلات البنك المركزي الياباني.

العوامل المؤثرة على سعر الدولار الأمريكي

تتعدد العوامل التي تلعب دورًا في تحديد قيمة الدولار الأمريكي، من أهمها:

• أداء الاقتصاد الأمريكي: يُعد أداء الاقتصاد الأمريكي مؤثرًا رئيسيًا على سعر الدولار. فاقتصاد قوي يجذب الاستثمارات الأجنبية الساعية إلى الاستقرار وعائدات الاستثمار المُجزية.
• قانون العرض والطلب: عندما تصدر الولايات المتحدة سلعًا وخدمات، يتعين على المشترين دفع ثمنها بالدولار الأمريكي، مما يتسبب في زيادة الطلب على الدولار. وينطبق الأمر نفسه عند استثمار أجانب في السندات والأسهم الأمريكية.
• التوترات الجيوسياسية: يمكن للأحداث الجيوسياسية، مثل الحروب والنزاعات الإقليمية، أن تؤثر على سعر الدولار الأمريكي. إذ يُنظر إلى الدولار كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار العالمي.
• أسعار الفائدة: تؤثر أسعار الفائدة على قيمة الدولار. فعند ارتفاع أسعار الفائدة، يجذب الدولار المستثمرين الراغبين في الاستفادة من العائدات الأعلى.
• الديون السيادية: قد تلجأ دول الأسواق الناشئة إلى الاقتراض بالدولار لسداد ديونها. وعند ارتفاع قيمة الدولار، ترتفع تكلفة سداد الديون بالعملة المحلية.

التوقعات المستقبلية

تشير التحليلات الاقتصادية إلى احتمال استمرار انخفاض سعر الدولار الأمريكي في النصف الأول من عام 2024. ويرجع ذلك جزئيًا إلى توقعات تخفيف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسياسة التشديد النقدي، مما قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة.

كما تشير التحليلات إلى أن البنوك المركزية الأخرى قد تستمر في سياسات التشديد النقدي، مما يمنح العملات الأخرى ميزة مقارنة بالدولار. ومع ذلك، يُتوقع تحسن أداء الدولار في النصف الثاني من العام، مما قد يؤدي إلى استقرار أو ارتفاع قيمته.

ويجب التنويه بأن هذه التوقعات تعتمد على عوامل متغيرة وظروف اقتصادية عالمية قد تتغير، لذا يُنصح بمتابعة التطورات الاقتصادية والتحليلات المالية للحصول على فهم أعمق للسوق.