لماذا يصعب على بنوك أوروبا مغادرة روسيا ؟
لماذا يصعب على بنوك أوروبا الانسحاب من روسيا؟
مقدمةعلى الرغم من تعهدات البنوك الأوروبية الكبرى بتقليص عملياتها في روسيا عقب بدء الحرب على أوكرانيا، فلا تزال هذه البنوك تحافظ على وحدات مصرفية ضخمة داخل الأراضي الروسية، مستفيدة من ارتفاع أسعار الفائدة لتحقيق أرباح غير متوقعة. إلا أن هذا الأمر يثير مخاوف البنك المركزي الأوروبي بشأن المخاطر المحتملة التي تهدد هذه البنوك، خاصة مع بطء وتيرة انسحابها من السوق الروسية.
صعوبات سحب الأموالتواجه البنوك الأوروبية عقبات كبيرة في سحب أموالها من روسيا بسبب العقوبات الغربية المفروضة على البلاد، بالإضافة إلى القوانين المحلية التي تفرض ضرائب جزائية على عمليات البيع. كما أن فروع البنوك الأجنبية في روسيا ملزمة بالامتثال للقوانين المحلية، مما يخلق تضاربًا محتملًا مع الضغوط التي يمارسها البنك المركزي الأوروبي على البنوك الأوروبية المالكة لها.
الأرباح المتزايدة وتضارب المصالحعلى الرغم من صعوبات الانسحاب، حققت البنوك الأوروبية العاملة في روسيا أرباحًا أكبر خلال العام الماضي مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب. يعود هذا جزئيًا إلى أسعار الفائدة المرتفعة التي يدفعها البنك المركزي الروسي على ودائع المقرضين. لكن هذا يثير مخاوف لدى البنك المركزي الأوروبي، خاصة أن بعض البنوك لديها أرباح أعلى في روسيا مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، ما قد يشكل انتهاكًا غير مقصود للعقوبات.
معضلة البنوك والضغوط السياسيةمن ناحية، تواجه البنوك ضغوطًا من البنك المركزي الأوروبي للانسحاب من روسيا وتقليص مخاطرها. ومن ناحية أخرى، فإن التخارج الفوضوي قد يعرضها لمخاطر انتقامية من السلطات الروسية، كما تواجه تحديًا في العثور على مشترين محتملين لفروعها. هذا إلى جانب أن الحكومة الروسية يجب أن توافق على أي صفقة بيع.
حالة بنك رايفايزنيشكل بنك رايفايزن مثالاً بارزًا على معضلة البنوك الأوروبية. فقد سعى البنك النمساوي إلى تقليص حجم عملياته أو الانسحاب من السوق الروسية واستعادة أمواله على مدى عامين. ومع ذلك، انهارت صفقة معقدة لاستعادة رأس المال في مايو بسبب عدم قدرة البنك على إقناع الجهات التنظيمية في الغرب بدعم خطة الانسحاب. وعلى الرغم من ادعاء البنك بالامتثال للعقوبات وتقليص حجم عملياته بشكل كبير، لكنه لا يزال يواجه صعوبات في بيع فرعه والانسحاب الكامل من روسيا دون انتهاك العقوبات.
خاتمةبينما تستمر البنوك الأوروبية في تحقيق أرباح في روسيا، تلقي هذه الأرباح بظلالها على الصعوبات التي تواجهها في الانسحاب الكامل من السوق. تتداخل الضغوط السياسية والاقتصادية، إلى جانب المخاوف من العقوبات، مما يخلق بيئة معقدة بالنسبة للبنوك الأوروبية التي تسعى إلى تقليص وجودها في روسيا دون التضحية بمصالحها المالية على المدى الطويل. ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، من المتوقع أن تظل قضية انسحاب البنوك الأوروبية من روسيا قضية معقدة تشكل تحديًا كبيرًا لهذه المؤسسات المالية الكبرى.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً