لماذا تسعى الصين لتوسيع ترسانتها النووية؟
الأسباب الكامنة وراء توسع الصين النووي
تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، تسعى الصين إلى توسيع ترسانتها النووية لتصل إلى ألف رأس نووي بحلول عام 2030. ووفقًا لتقديرات البنتاجون في عام 2019، تمتلك الصين حاليًا حوالي 200 رأس نووي فقط.
أثار هذا المسعى، بالإضافة إلى تحديث الجيش الصيني على نطاق واسع، قلقًا عميقًا في واشنطن. ويتساءل المحللون عن التحول المفاجئ في سياسة الصين التي كانت تستند سابقًا إلى امتلاك ترسانة نووية صغيرة.
يرى بعض المحللين في واشنطن أن التحول الصيني هو رد فعل على التقدم التكنولوجي الأمريكي. في حين يجادل آخرون بأن الصين قررت تبني موقف نووي أكثر عدوانية.
المنظور الصيني
تشير تحليلات توجهات القيادة السياسية الصينية والدوائر الأمنية إلى أن القيادة الصينية تعتقد أن ترسانتها النووية تمنحها ميزة جيوسياسية في مواجهة أي تهديدات محتملة. كما أن معارضتها لما تعتبره استراتيجية نووية أمريكية غير عادلة ومصالح أمنية أمريكية "غير شرعية" تعزز رغبتها في اتخاذ إجراءات أحادية لمعالجة مخاوفها الأمنية.
من وجهة نظر الصين، فإن تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة ناتج عن خلل في ميزان القوى بين البلدين بسبب النمو الاقتصادي السريع للصين. كما تعتقد بكين أن واشنطن تطور سياسات احتواء تهدف إلى الحفاظ على هيمنتها الجيوسياسية، وأن على الصين إقناع الولايات المتحدة بقبولها كلاعب رئيسي لا يمكن احتواؤه أو تعطيله أو زعزعته.
خلافًا لسابقيه، أصدر الرئيس شي جين بينغ تعليمات محددة لتسريع التحديث النووي وزيادة كفاءة وحجم ترسانتها النووية. ويعكس التزام شي جين بينغ بتطوير ترسانته النووية اختلافًا جوهريًا في التفكير بين الصين والولايات المتحدة.
وترى واشنطن أن الأسلحة النووية تخدم ردع الأنشطة العسكرية العدوانية. بينما تعتبر الصين الأسلحة النووية رمزًا للقوة العسكرية ولها تأثير على إدراك الخصوم لميزان القوى، وهو ما تسميه الصين بـ"التوازن الاستراتيجي المضاد".
التداعيات على توازن القوى العالمي
في عام 2012، بعد فترة وجيزة من تولي شي جين بينغ رئاسة الصين، صرح بأن روسيا اتخذت القرار الصحيح بإعطاء الأولوية لتحديث قدراتها النووية، على الرغم من معاناة اقتصادها في ذلك الوقت.
وفي عام 2021، بعد تقارير داخلية عن قيادة الولايات المتحدة لحملة دولية ضد الصين بسبب جائحة كوفيد-19، أمر شي الجيش بتسريع توسيع الترسانة النووية.
يعتقد الخبراء الصينيون أن الاتحاد السوفيتي نجح في تغيير السياسة النووية الأمريكية من خلال توسيع ترسانته النووية في الستينيات والسبعينيات. حيث تحولت سياسة الولايات المتحدة من تهديد بشن هجوم نووي واسع النطاق على أي هجوم من جانب الاتحاد السوفيتي إلى ردود أكثر عقلانية ومرونة.
وعلى الرغم من التصور بأن امتلاك الأسلحة النووية يمنح قوة أكبر من القوى العسكرية التقليدية، إلا أن هذا الرأي يقوم على حدس أكثر منه تفكيرًا منطقيًا. فامتلاك موسكو للأسلحة النووية خلال الحرب الباردة لم يمنع واشنطن من تقويض الاتحاد السوفيتي من خلال التخريب الاقتصادي والحرب السياسية.
ويصف المسؤولون الصينيون سياسات واشنطن بأنها وقحة، خاصة فيما يتعلق بما تصفه الولايات المتحدة بحق الدفاع عن تايوان، وهي منطقة تعتبرها بكين "جوهرية" لمصالحها.
ويؤكد مخططو الاستراتيجية الأمريكيون على أهمية الحفاظ على انفصال تايوان عن الصين كمصلحة أمن قومي أمريكي، مما يتضمن الحفاظ على وجود عسكري في أجزاء من آسيا للدفاع عن حلفاء واشنطن هناك. وهذه الأهداف المعلنة تغذي مخاوف بكين من أن تحقيق الأهداف الجيوسياسية الأمريكية في المنطقة سيأتي على حساب الصين.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً