لبنان: من ملاذ للاجئين السوريين إلى بيئة معادية لهم
ارتفاع معاداة اللاجئين السوريين في لبنان
في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019، ارتفعت وتيرة معاداة اللاجئين السوريين في البلاد بشكل كبير. وقد أدى ذلك إلى زيادة المخاوف لدى اللاجئين ومحاولتهم اللجوء إلى أوروبا بأي طريقة ممكنة.
وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن حوالي تسعة من كل عشرة سوريين في لبنان يعانون من فقر مدقع. وقد وصل التوتر إلى مستويات خطيرة في أبريل 2022، عندما تعرض سوريون للضرب والإهانة في الشوارع بعد مقتل مسؤول محلي في حزب "القوات اللبنانية" على يد عصابة معظم أفرادها سوريون.
الإجراءات الحكومية ضد اللاجئين السوريين
بالإضافة إلى معاداة المجتمع، واجه اللاجئون السوريون في لبنان زيادة في الإجراءات الحكومية تستهدف وجودهم غير الشرعي في البلاد. فبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن حوالي 80٪ من السوريين في لبنان لا يملكون إقامات شرعية.
ونتيجة لذلك، فإن أي سوري موجود في البلاد بشكل غير شرعي معرض للتوقيف أو الترحيل في أي لحظة. وقد انسحب الموقف من اللاجئين السوريين في لبنان على الموقف من المفوضية العليا للأمم المتحدة التي يرى جزء من اللبنانيين أنها تشجع اللاجئين على البقاء في لبنان من خلال المساعدات التي تقدمها لهم.
ردود الأفعال الدولية
في محاولة للحد من الأزمة، قدم الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات مالية بقيمة مليار يورو إلى الحكومة اللبنانية. واعتبر كثيرون في لبنان هذه الحزمة من المساعدات رشوة للحكومة من أجل منع السوريين من الإبحار بشكل غير شرعي إلى أوروبا.
كما أوصى البرلمان اللبناني الحكومة باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لإنهاء حالة الوجود السوري غير الشرعي في البلاد في غضون عام. وهذا يشير إلى أن الإجماع السياسي في لبنان يتجه نحو معارضة وجود اللاجئين السوريين في البلاد.
وبالرغم من هذه التحديات، فإن موقف الأمم المتحدة هو أن ليس هناك أي مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين السوريين في البلاد. وشددت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على أن موقفها شفاف، وأنها لا تعيق عودة اللاجئين إلى سوريا عندما يكون ذلك ممكنًا وآمنًا.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً