كيف صنع العالمُ الغربَ؟
مقدمة
تشير وجهة النظر السائدة إلى التاريخ على أنه قصة حضارات منفصلة ومتميزة، مع جعل الحضارة الغربية الحديثة نتاجًا لعصر النهضة واستعادة القيم الحضارية في الفضاء الجغرافي الأوروبي، أي تراث الإغريق والرومان. ومع ذلك، تطرح بعض الحضارات القديمة الأخرى، مثل العراق ومصر والهند والصين، بعض الإعجاب بمنجزاتها وإرثها المادي. ومع ذلك، فإن هذه النظرة التاريخية تعاملها على أنها حضارات الآخرين، خارج الغرب، والتي نشأت كل منها بشكل مستقل في منطقة جغرافية وبيئية وزمنية محددة قبل أن تسقط.
الغرب: منظور جديد
تدحض جوزفين كوين، أستاذة التاريخ القديم في جامعة أكسفورد، هذا الهراء الفكري في كتابها "كيف صنع العالمُ الغرب: تاريخ أربعة آلاف عام". وتقدم وجهة نظر بديلة تقوض النموذج التاريخي القائم على ربط الغرب المعاصر حصريًا بالجذور الكلاسيكية اليونانية والرومانية. وتتجاهل هذه النظرة الكثير من التاريخ الإنساني المشترك، وتحجب الحقيقة الحقيقية لظهور الغرب.
أصول الغرب المعقدة
تبدأ كوين كتابها بمقدمة تهدف إلى إثبات أن منطق النموذج التاريخي الحالي خاطئ. وتشير إلى أن الحضارتين اليونانية والرومانية نشأتا من خلال تبادل مكثف مع الشعوب السابقة، واستلهمت أفكارها وتقنياتها من الجوار. كما اعترف الإغريق والرومان بذلك واحتفوا به، وكانوا على دراية بارتباطهم المتوسطي بالشراكة مع شعوب أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن قيم الغرب الحالية مختلفة عن قيم المجتمعات اليونانية والرومانية، حيث كان عدم وجود صلة مباشرة بين الغرب المعاصر وحضارات الإغريق والرومان. بدلًا من ذلك، يتتبع الغرب جذوره في تداخل غني مع عالم عتيق وهجين استمر لألف عام، ولم يقتصر بأي حال على صلة مزعومة استعيدت مع الإغريق والرومان.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً