كيف سيُحدث الذكاء الاصطناعي "تغييراً جوهرياً" في عالم الصحافة؟
مقدمة
يشهد عالم الصحافة تحولًا جذريًا بفضل ظهور الذكاء الاصطناعي، وفقًا للمستشار ديفيد كاسويل، الذي عمل سابقًا لدى ياهو وبي بي سي نيوز لاب. ويرى كاسويل أن هذه التقنية ستحدث تغييرات جوهرية في نظام المعلومات، مما يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في العمل الصحفي.
ملامح صحافة المستقبل
بحسب كاسويل، فإن المستقبل القريب للصحافة سيشهد زيادة مذهلة في إنشاء المحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي. وستتولى الآلات جمع البيانات وإنشاء محتوى في شكل فيديو وصوت ونصوص، مما يخلق نظامًا جديدًا تمامًا للمعلومات.
ويدعي كاسويل أن هذا التحول الجذري لن يتطلب بنية تحتية أو خبرة فنية متطورة أو استثمارات مالية كبيرة. بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبحت الحواجز التي كانت موجودة في الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي شيئًا من الماضي.
تأثير الذكاء الاصطناعي على غرف الأخبار
يدخل الذكاء الاصطناعي غرف الأخبار من خلال الأدوات التي تمكن الصحفيين من أتمتة تدفق المحتوى. فعلى سبيل المثال، تستخدم مجموعة JP/Politikens في الدنمارك هذه الأدوات لزيادة الكفاءة. ومع مواصلة المطورين إطلاق أدوات جديدة، مثل جينيسيس من جوجل، فمن المتوقع أن تشهد غرف الأخبار اعتمادًا واسعًا لهذه التقنيات.
وتستفيد هذه الأدوات الصحفيين في تحليل وتلخيص ونسخ المحتوى من مصادر متعددة، بما في ذلك ملفات PDF والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو. ومن خلال توفير المساعدة في هذه المهام الأساسية، تتيح هذه الأدوات للصحفيين التركيز على إدارة الأدوات والتحقق من المحتوى وتحريره.
تكلفة التحول
في الماضي، كانت الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي باهظة الثمن، ولكن مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبحت هذه التقنية متاحة بشكل أكبر. ويمكن إدارة تدفق المحتوى من خلال واجهة مدفوعة مقابل تكلفة شهرية منخفضة، مما يجعلها في متناول العديد من غرف الأخبار.
مرحلة الذكاء الاصطناعي الحالية
يؤكد كاسويل أن الذكاء الاصطناعي لا يزال في مرحلة مبكرة من تطوره، وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل استكشاف إمكاناته الكاملة. ومع ذلك، فهو يحذر من أن شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة تتقدم بوتيرة أسرع من غرف الأخبار.
الذكاء الاصطناعي: فرصة أم خطر؟
يرى كاسويل أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة للصحافة لاستعادة وجودها في عالم وسائل التواصل الاجتماعي. وبدلاً من النظر إليه على أنه تهديد، يجب على الصحفيين تبني الذكاء الاصطناعي وإدراجه في تدفق العمل الخاص بهم.
ويختتم كاسويل قائلاً: "الذكاء الاصطناعي قوة لا يمكن تجاهلها، ويجب على الصحافة أن تنظم نفسها حولها، وليس العكس".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً