كيف حَلَّت أوروبا مشكلتها مع الغاز الروسي؟
مقدمة
لطالما كانت فيلهلمسهافن ميناءً استراتيجيًا لألمانيا، ففي القرن الرابع عشر كانت معقلًا للقراصنة، وبعد ذلك أصبحت مركزًا تجاريًا وبحريًا رئيسيًا. ولكن في عام 2022، تولت هذه البلدة الواقعة على ساحل بحر الشمال دورًا جديدًا، حيث أصبحت مقرًا لأول منصة غاز عائمة لألمانيا، وهي شريان حيوي لإمدادات الغاز اللازمة لتوليد الكهرباء محليًا وفي جميع أنحاء أوروبا.
حل جزئي
يقول مايكل لويس، الرئيس التنفيذي لشركة يونيبر: "مع التوسع في سعة الاستيراد، يمكن تحويل كمية كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من آسيا في الأجل القصير إلى أوروبا. لذلك فهو جزء مهم حقًا من معالجة الأزمة".
كانت فيلهلمسهافن أول وحدة عائمة تبدأ عملها أثناء الأزمة في تخزين الغاز الطبيعي المسال وتحويله إلى الحالة الغازية. ولكن توجد وحدات أخرى عديدة قيد الإنشاء. ومنذ بدء روسيا في قطع الإمدادات عبر الأنابيب إلى أوروبا في عام 2021، يوجد ما لا يقل عن 17 منصة غاز طبيعي إما في مرحلة التخطيط أو التنفيذ. وقد ساعد الغاز الطبيعي المسال الذي استقبلته هذه الوحدات العائمة على إحلال 90% من إمدادات الغاز التي كانت تأتي سابقًا إلى الاتحاد الأوروبي من روسيا عبر الأنابيب، مما ساهم في خفض أسعار الغاز من ارتفاعها القياسي الذي تجاوز 300 يورو لكل ميجاواط ساعة في أغسطس 2022 إلى حوالي 30 يورو لكل ميجاواط ساعة اليوم.
تداعيات على المدى القريب والبعيد
ومع ذلك، لا يعني هذا أن أوروبا بلغت بر الأمان. فقد أوجدت معالجة الأزمة في الأجل القصير مشاكل أكبر للكتلة الأوروبية في المستقبل، بما في ذلك الاعتماد بشدة على أسواق الغاز الطبيعي المسال المتقلبة تاريخيًا، وما يترتب عن ذلك لكل من التنافسية الصناعية والتحول إلى الطاقة الخضراء.
يقول اليكساندرو مستاتا، أحد نشطاء حملة "ما بعد الوقود الأحفوري": "من الصعب الوفاء بالتعهدات المضمنة في اتفاقيات باريس للمناخ عندما لا تكون هناك تواريخ محددة لوقف استخدام عدد كبير من محطات الكهرباء التي تستخدم الغاز". ويضيف: "نحن في لحظة لا يوجد بها قدر كبير من الوضوح في أوروبا".
الختام
أوروبا محظوظة لأنها توصلت إلى وضع مستقر نسبيًا بهذه السرعة، كما يقول أمون فيك، وزير الدولة للطاقة النرويجي السابق وكبير المستشارين في المجموعة الاستشارية يورواسيا.
أولاً، كان هناك الطقس. فمع تفاقم الأزمة في عام 2022، شعر المحللون والمتداولون بالقلق من أن يستنزف الشتاء البارد احتياطيات الغاز في أوروبا ويرفع أسعاره إلى عنان السماء. ولكن بلدان الاتحاد الأوروبي شهدت في 2022-2023 شتاء أدفأ بنسبة 5% من المتوسط التاريخي لفترة عشرة أعوام، وشتاء أدفأ بنسبة 9% في 2023-2024 قياسًا بحجم سكان كل بلد.
ثانيًا، أدى تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين جزئيًا بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بجائحة كوفيد إلى تراجع استهلاك الغاز الطبيعي في عام 2022 لأول مرة خلال أكثر من ثلاثة عقود.
ومع ذلك، لم تصل الكتلة الأوروبية إلى هذا الوضع المريح نسبيًا دون أن تتلقى ضربات ليست هينة. فقد أدى الارتفاع القياسي لأسعار أزمة الطاقة إلى تدمير دائم للطلب في القطاع الصناعي، حيث توقفت العديد من المصانع والمنشآت التي تستخدم الطاقة بكثافة عن العمل.
آمل أن تساعد هذه الإجابات في توفير مزيد من المعلومات حول كيفية حل أوروبا لأزمة الغاز الروسي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً