"قناع بلون السماء".. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير الفلسطيني باسم خندقجي

أسئلة الهوية والوجود في رواية الأسير الفلسطيني باسم خندقجي

البحث عن الهوية والانتماء

تدور أحداث رواية "قناع بلون السماء" حول نور المشهدي، وهو باحث تاريخي فلسطيني يعيش في مخيم في رام الله. يحاول نور كتابة رواية عن مريم المجدلية، لكنه يواجه عراقيل عديدة بفعل الاحتلال الإسرائيلي. في ظل هذه التحديات، يقرر نور كتابة رواية عن المجدلية باستخدام خياله، ولكن كيف يمكنه أن يفعل ذلك في ظل الاحتلال الذي يمنعه من التحرك بحرية؟

تعددية الأصوات

تستخدم رواية خندقجي تقنيات سردية مبتكرة، حيث يكتب بطل الرواية رواية داخل رواية. ويوضح خططه في كتابة هذه الرواية من خلال تسجيل بطاقات صوتية على هاتفه المحمول، مما يخلق تداخلًا بين الواقع والخيال. كما يستخدم خندقجي راويًا عليمًا يتحكم في الشخصيات والأحداث، فضلًا عن الراوي الأول نور المشهدي.

سؤال الهوية

من خلال شخصية نور، يستكشف خندقجي مسألة الهوية والوجود في ظل الاحتلال. يتنكر نور في شخصية إسرائيلية ويواجه معضلة انتحال هوية شخص آخر. كما أنه يعاني من الأسئلة المتعلقة بهويته الحقيقية بعد عودته إلى حياته السابقة. وتثير الرواية أسئلة حول تأثير الاحتلال على الهوية وتغيير مصائر وأماكن وحياة الناس.

التجريب والجماليات

تتميز رواية "قناع بلون السماء" بتجريبها وتنوع جمالياتها. يستخدم خندقجي دراسات تاريخية وآثارية وأناجيل إزائية وغنوصية ويضمنها في السرد بطريقة سلسة. ويستفيد من رسائل صوتية مسجلة بين بطل الرواية وصديقه المسجون. كما أن الزمن الروائي للرواية يتحرك بين الماضي والحاضر، مما يضيف عمقًا للسرد.

الرسائل والرمزية

أحد العناصر الهامة في الرواية هو استخدام القناع. ويمكن تفسيره على أنه استعارة لانتحال الهوية، أو للصورة المشوهة التي يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني. ويوضح خندقجي أن كلمة "قناع" في اللغة الإنجليزية (Mask) تعني أيضًا "مسخ" في اللغة العبرية (مسخا)، مما يدل على التشوه والطمس.

عن المؤلف

باسم خندقجي هو شاعر وكاتب فلسطيني ولد عام 1983. اعتقل عام 2004 وحكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات. قضى حتى اليوم 20 عامًا في السجن. ومع ذلك، نشر مجموعتين شعريتين و خمس روايات، منها "قناع بلون السماء" التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2024.