قرد يعالج نفسه بـ"نبتة طبية" ويشفى بعد 5 أيام.. ماذا استخدم؟

علاج قرد إنسان الغاب لنفسه باستخدام نبات طبي

لاحظ الباحثون سلوكًا استثنائيًا لدى قرد إنسان الغاب السومطري يدعى راكوس، حيث عالج نفسه من إصابة باستخدام ضمادة طبيعية. يعد هذا أول ملاحظة لمثل هذا السلوك لدى قرد كبير يعيش في البرية.

رُصد راكوس وهو يعاني من جرح عميق في وجهه، وبعد ثلاثة أيام من الإصابة، بدأ في مضغ أوراق نبات العارشة المعروف محليًا باسم "أكار كونينغ". وبدلًا من ابتلاعها، كان يضع أصابعه الملطخة بعصير النبات على جرحه ويغطيه باللب. بعد خمسة أيام، وُجد أن الجرح قد شُفي بالكامل وبقيت ندبة بسيطة بالكاد يمكن ملاحظتها بعد أسبوعين.

لا يُعتبر هذا "العلاج" أمرًا خارقًا، بل هو جزء من بروتوكول الأدوية التقليدية في المنطقة الممتدة من الصين إلى جنوب شرق آسيا. تتمتع العارشة وأنواع مماثلة لها بخصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات، مما يجعلها فعالة في علاج الأمراض المختلفة مثل الملاريا.

تطبيقات أوسع في العلاج الذاتي لدى الحيوانات

تُمثل هذه النتيجة حالة موثقة لأول مرة "لحيوان بري يعالج جرحه من خلال نوع نباتي يحتوي على مواد حيوية نشطة". إذا تم تأكيدها من خلال ملاحظات أخرى، فسيتم إضافتها إلى قائمة متزايدة من سلوكيات العلاج الذاتي لدى الحيوانات، وخاصة الرئيسيات.

لاحظت عالمة الرئيسيات الشهيرة، جاين جودال، في الستينيات من القرن العشرين، أن قردة الشمبانزي تتناول أوراق أشجار لها دور في مكافحة الطفيليات. منذ ذلك الحين، لوحظ هذا السلوك لدى قردة بونوبو والغوريلا، حيث تُظهر هذه الحيوانات قدرة على اختيار النباتات التي تتناولها.

وفي حالة أخرى، لاحظ الباحثون أن إنسان الغاب البورنيوي يمضغ أوراق نبات طبي قبل فركه على أطرافه. تشير هذه الملاحظات إلى أن سلوك العلاج الذاتي لدى الحيوانات قد يكون مقصودًا وموروثًا من الأمهات.

استنتاج

يُسلط هذا الاكتشاف الضوء على القدرات المعرفية والسلوكية المدهشة للقردة الكبيرة. ويؤكد على دور النباتات الطبية في النظام البيئي وأهميتها في بقاء الحيوانات في البرية. علاوة على ذلك، يُسلط هذا البحث الضوء على الحاجة إلى مزيد من الدراسات حول سلوك العلاج الذاتي لدى الحيوانات وفوائده المحتملة في الحفاظ على الأنواع والطب البيطري." }, "tags": [ "إنسان الغاب