قرار محكمة العدل الدولية المرتقب بشأن وقف الحرب في غزة.. لماذا تخشى إسرائيل الإدانة؟

محكمة العدل الدولية تنظر في طلب جنوب إفريقيا لوقف هجوم إسرائيل على غزة

من المرتقب أن تصدر محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، قرارها يوم الجمعة بشأن طلب تقدمت به جنوب إفريقيا لإصدار أمر لإسرائيل بوقف هجومها على رفح والانسحاب من قطاع غزة. وتتعلق القضية باتهامات جنوب إفريقيا لإسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية لعام 1948.

ودعت جنوب إفريقيا محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى إصدار أمر بإيقاف الهجوم الإسرائيلي على رفح "فورًا" وإنهاء العدوان على الفلسطينيين في غزة، الذي شنته قوات الجيش الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية على غلاف غزة في أكتوبر الماضي.

وطلب محامو جنوب إفريقيا من المحكمة الأسبوع الماضي فرض تدابير طارئة، مؤكدين على ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على رفح "لضمان بقاء الشعب الفلسطيني على قيد الحياة".

تداعيات محتملة لقرار سلبي ضد إسرائيل

وصفت جنوب إفريقيا "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل بأنها وصلت إلى "مستوى مروع"، مشيرة على وجه الخصوص إلى المقابر الجماعية في غزة وأعمال التعذيب بحق الفلسطينيين ومنع المساعدات الإنسانية عنهم.

وتنفي إسرائيل الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، لكن قواتها قتلت أكثر من 35 ألف فلسطيني منذ أكتوبر وأصابت أكثر من 80 ألفًا بجروح، كما هجرت أكثر من 70% من سكان القطاع المحاصر، الذي يعاني من نقص المساعدات بسبب العراقيل الإسرائيلية.

وتعد أحكام محكمة العدل الدولية نهائية وملزمة، لكن يجدر الإشارة إلى أنها قد تم تجاهلها في الماضي، ولا تتمتع المحكمة بصلاحيات تنفيذية. ورغم ذلك، فإن صدور قرار لصالح جنوب إفريقيا سيمثل انتكاسة قضائية أخرى لإسرائيل ومن المرجح أن يزيد من عزلتها، لا سيما بعد طلب المحكمة الجنائية الدولية يوم الاثنين إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه وثلاثة من قادة حماس، بتهمة ارتكاب جرائم في قطاع غزة وإسرائيل.

ومن المتوقع أن يؤدي صدور قرار سلبي ضد إسرائيل من أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة إلى زيادة الضغوط الدبلوماسية على حكومة بنيامين نتنياهو.