في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضور
![في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضور في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضور](https://img.3agel.news/sabPWn78Nbur27KNm_LtAk46MYhEkUe96BuwRwwhCfY/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvUVV/sQnlhTm/ZVUmZxd/TM2ZXNP/akZnelB/MU29iYU/FlVjZjO/Wg3M2JR/aS53ZWJ/w.webp)
دور النشر السودانية في معرض الدوحة للكتاب: تحديات الوجود وأهمية المشاركة
رغم أزيز الرصاص و أصوات المدافع التي طغت على المشهد السوداني، إلا أن أهل السودان لم ينسوا الكلمة المكتوبة، ويواصلون التأليف والنشر على أمل أن يكون هذا الفعل سبباً في تغيير الواقع. وفي معرض الدوحة للكتاب، كان للوجود السوداني حضور مميز بين الناشرين والزوار، محاولين رسم مشهد آخر غير ذلك الذي ينقل عبر وسائل الإعلام.
مشاركة ضعيفة لكنها مهمة
توزعت ثلاث دور نشر سودانية (دار عزة للنشر والتوزيع، دار المصورات، وشركة المتوكل للنشر والتوزيع) في الصالة رقم واحد بمعرض الدوحة للكتاب، بالإضافة إلى دار رابعة (دار المناهج) المتخصصة في كتب الأطفال. وعلى الرغم من ضعف المشاركة السودانية مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن الناشرين السودانيين يرون أهميتها وضرورتها، حتى لو كانت رمزية.
واجه الناشرون السودانيون العديد من التحديات، بما في ذلك الحرب الدائرة في البلاد والتي تسببت في نزوح أو لجوء معظم السودانيين، وفقدان مكاتب ومستودعات الكتب. وقال خالد عباس، ممثل دار المصورات، إن الدار فقدت مكتبها ومستودعها، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة. ويشترك معظم الناشرين السودانيين في هذه الصعوبات، مع اختلافات في التفاصيل وفقًا لحالة كل دار.
الأهمية الجوهرية للدور الخارجية
لقد أدى الوضع الداخلي المعقد في السودان إلى اعتبار الناشرين السودانيين المعارض الخارجية طوق نجاة لهم. فالسودانيون البعيدون عن أرض الوطن نازحون أو لاجئون أو مقهورون، وحتى أولئك الذين لم تصل إليهم الحرب بشكل مباشر، فقد تضرروا بسبب النزوح أو البطالة أو انهيار الاقتصاد. لكن هل المعارض الخارجية قادرة على لعب هذا الدور؟ وكيف يصل الناشرون إليها؟
يواجه الناشرون السودانيون صعوبات كبيرة في السفر بسبب ارتفاع أسعار التذاكر من مطار بورتسودان، الأمر الذي يجبرهم على البقاء في الخارج لعدة أشهر، مما يؤثر على عناوين الكتب التي يمكنهم المشاركة بها في المعارض. كما أن بعض الناشرين الذين استقروا في بلدان أخرى يواجهون صعوبات في التنقل بين المطارات وإصدار التأشيرات.
الدور السودانية وتواصل أبناء الجالية
بالنسبة لسكان الجالية السودانية في الدوحة، فإن وجود دور النشر السودانية في المعرض يمثل أهمية خاصة. فقد اشترى إبراهيم خضر، أحد أبناء الجالية، بعض المنشورات السودانية وقال: "لدي نسخة من هذا الديوان، ولكنني اشتريته لأقول لهؤلاء الناشرين: شكرًا لقدومكم".
وتشير رسالة إسفيرية انتشرت بين السودانيين في الدوحة إلى دعوة أبناء الجالية للتوافد على الدور السودانية ودعمها بالشراء. ويرى الناشرون أن زيارة الجالية لأجنحتهم تمثل تشريفًا ورفعًا للروح المعنوية لهم.
مسيرة الكتابة والنشر والقراءة مستمرة
على الرغم من كل التحديات، لا يزال فعل الكتابة والنشر والقراءة مستمرًا في السودان. وقد شهد معرض الدوحة للكتاب جلسات توقيع لعدد من الكتاب السودانيين. ويقول أحد الكتاب السودانيين، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "رغم سوداوية المشهد، فإننا نقول هذا زمن الكتابة". ويضيف: "الذي يعتري السودان حافز لبث الوعي والمعرفة".
وفي اليوم الأخير من المعرض، عبر نور الهدى محمد (مدير دار عزة) عن سعادته بالمشاركة مع زملائه، وأن اسم السودان ظل حاضراً رغم كل شيء. في حين رأى محمد الفاتح الحسن (دار المناهج) أن مطبوعاته لأطفال السودان ترسخ ملامح هويتهم. ويودع زائر لدار المصورات، خالد قائلاً: "حملتم لنا الخرطوم في أغلفة كتبكم" فمتى تستقبل الخرطوم أهلها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً