في عيد العمال العالمي.. العنصرية تتحكّم بأرزاق المقدسيين في ظل الحرب
كفاح عمال القدس تحت وطأة العنصرية الإسرائيلية
يحتفل العالم في الأول من مايو من كل عام بعيد العمال، وهو يوم عطلة رسمية في حوالي 100 دولة. ويرجع تاريخ هذا الاحتفال إلى النضال البطولي للعمال في القرن التاسع عشر في أمريكا وأوروبا لتحديد ساعات العمل بثماني ساعات وتحسين ظروف عملهم.
لكن في القدس المحتلة، يواجه العمال الفلسطينيون وضعًا مختلفًا تمامًا، حيث يخضعون لنظام الفصل العنصري الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك سوق العمل.
ونتيجة لهذه السياسة العنصرية، فقد الكثير من الفلسطينيين في القدس مصادر رزقهم بسبب الإقالات والفصل التعسفي بادعاءات غامضة. أحد هؤلاء هو (ب.غ)، وهو شاب مقدسي تخرج من الجامعة منذ عامين وكان يأمل في العمل كمدرس في مدارس القدس. لكن اعتقاله من المسجد الأقصى خلال اقتحامه في رمضان عام 2021 دفع ضابط مخابرات إسرائيلي إلى تهديده بقوله: "لا تحلم بالعمل في مجال تخصصك يومًا ما."
تحقق تهديد الضابط الإسرائيلي بالفعل، حيث تم فصل (ب.غ) من عمله بعد مواظبته لمدة أربعة أشهر في مؤسسة بغربي القدس تعنى بمساعدة الأطفال في ضائقة. وأرسلت شرطة الاحتلال بعد ذلك كتابًا للمؤسسة يزعم أن (ب.غ) "مخرب يمثل خطرًا على أمن دولة إسرائيل ولا يصلح للعمل في هذه المؤسسة."
البطالة والجوع في شرقي القدس
وتضاعفت معاناة الفلسطينيين في القدس بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، حيث تم فصل العديد من العمال من وظائفهم دون سابق إنذار. وسجل مكتب العمل الإسرائيلي ارتفاعًا بنسبة 150% في طلبات التشغيل أو مخصصات البطالة في بداية الحرب.
وفي شرقي القدس، ارتفعت نسبة المنضمين الجدد لهذه الخدمة بنسبة 300% مقارنة بالشهر السابق للحرب. أدى ذلك إلى ضرر كبير بالأمن الغذائي للعديد من المقدسيين بسبب ارتفاع معدلات البطالة.
نظام الفصل العنصري يهدد سبل عيش المقدسيين
يقول منير نسيبة، وهو خبير قانوني دولي، إن إسرائيل باعتبارها دولة تمارس الفصل العنصري وتعمل على مأسسته في جميع النواحي، فإنها لا تحمي العامل الفلسطيني، حتى لو كان مقدسياً، إذا فقد وظيفته بسبب فلسطينيته فقط.
ويؤكد نسيبة أن القانون الإسرائيلي لا يوفر الحماية للفلسطينيين من الفصل التعسفي أو التمييز، وهذا جزء من نظام الفصل العنصري الموجود في قوانين هذه الدولة.
التوصيات
في ضوء هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، نوصي بما يلي:
- إدانة ممارسات إسرائيل العنصرية ضد العمال الفلسطينيين في القدس.
- الضغط على إسرائيل لإنهاء سياسة الفصل العنصري التي تفرضها على الفلسطينيين.
- توفير الحماية القانونية والاقتصادية للعاملين الفلسطينيين في القدس.
- تقديم المساعدة الإنسانية للأسر الفلسطينية التي تعاني من نقص الغذاء بسبب البطالة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً