«فصول نسوية»... مسرحيات مونودرامية من داريو فو وفرنكا راما

مسرحيات "فصول نسوية": مونودرامات نسوية واقعية ومؤثرة

عرض عام

جاء وصف الناقد المسرحي جيليان هانا لمسرحيات "فصول نسوية" التي كتبها داريو فو وفرنكا راما على أنها "تأدية للأدوار في المرآة". فهي مشاهد يومية تتحدث عن نساء وحيدات، حزينات وبسيطات يسلطن الضوء على معاناة النساء في المجتمع الأوروبي المعاصر من خلال نقد تهكمي لاذع.

على المسرح، تجد النساء رفيقاً في التليفون أو الراديو أو متحدث خارج المسرح أو جارة وهمية تطل من نافذة مقابل، كما هو الحال في مسرحية "امرأة وحيدة". على الرغم من وحشتهن، تتصف النساء في المسرحية بالمرح والوعي والشجاعة. تتراوح انفعالاتهن بين السخرية من المجتمع الأوروبي الذكوري المتبجح بالانفتاح إلى اليأس الذي قد يصل إلى حد الانتحار.

أهداف المسرحيات

تسلط مسرحيات "فصول نسوية" الضوء على الاضطهاد المزدوج الذي تتعرض له النساء، سواء الاجتماعي أو الجنسي أو الطبقي. فهي تعالج حياة النساء المحصورة بين أعباء المطبخ والأطفال والكنيسة والمصنع. وقد اكتسبت هذه المسرحيات شعبية كبيرة بين الجماهير في إيطاليا وجرى عرضها في العديد من المدن الكبرى، بما في ذلك المصانع والمراكز الاجتماعية والنسوية. وخصصت عائدات العروض لدعم منظمات تدافع عن النساء المضطهدات.

وبالرغم من أن العنوان يوحي بأن المسرحيات تتناول قضايا النساء فقط، إلا أن الرجل حاضر بقوة فيها. فهو إما موجود على المسرح مباشرة أو يتم تمثيله من خلال صوته على الهاتف أو من خلال دمية أو من خلال سلطته الاجتماعية والجنسية وقيوده المفروضة على النساء.

أحداث المسرحيات

من أشهر المسرحيات النسائية التي كتبها داريو فو وفرنكا راما "باركني أبي فقد أثمت!" و"امرأة وحيدة". تُصور مسرحية "امرأة وحيدة" امرأة محاصرة بالوحدة واليأس من جميع الجهات. فهي مضطهدة من قبل زوجها الذي يحبسها في المنزل خشية أن تخونه، ومن قبل أخ زوجها المعاق الذي يتحرش بها جنسيًا، وجار يتلصص عليها بالناظور، وآخر يعاكسها عبر الهاتف. ووسط كل هذه المعاناة، لا تجد أي عزاء سوى في جارتها التي تتحدث معها من الشرفة المقابلة. وفي لحظة يأس، تلتقط بندقية زوجها لتنفيذ مخطط ما.

وتتناول مسرحية "باركني أبي فقد أثمت!" قصة أم يسارية معتدلة تلجأ إلى الشارع لمواجهة الشرطة في محاولة لإنقاذ ابنها المتطرف من خطر الموت بسبب المخدرات. تقودها الأحداث إلى الاختباء في كنيسة هربًا من المطاردة، حيث تعترف أمام قس وهمي "بماركس ولينين" بأنها لن تقول سوى الحقيقة.