عن علاقة "القوّات" و"الإشتراكي"...
العلاقة بين حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي
تمهيد عادت العلاقة بين حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي إلى الواجهة مجدداً مع مقاطعة الأخير لقاء معراب الذي دعا إليه رئيس حزب القوات سمير جعجع. أدى ذلك إلى ردّ فعل من جانب القوات اللبنانية، لا سيما بعد تصريحات رئيس الاشتراكي السابق وليد جنبلاط التي اعتبر فيها أن جعجع يريد أن يثبت نفسه زعيماً للمعارضة.
تقاطعات تاريخية وتوترات مستمرة نشأت العلاقة بين القوات والاشتراكي ضمن تحالف فريق 14 آذار المعارض بعد اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005. ومع ذلك، بعد أحداث 7 أيار 2008، شهدت العلاقة مواجهات عسكرية بين حزب الله والمعارضة، وعلى رأسهم الاشتراكي. رغم تمسكهما بمصالحة الجبل عام 2001، بدأت علاقتهما تتخذ طابع التقاطع في قضايا محددة والاختلاف في قضايا أخرى، كما حدث في ترشيح جهاد أزعور لمنصب وزير والتمديد لقادة الأجهزة الأمنية.
اختلافات في ملف الرئاسة وتمايز في المقاربات
الاختلافات في مقاربة الرئاسة تظهر الاختلافات في ملف الرئاسة نظراً لتأييد جنبلاط المحتمل لسليمان فرنجية، وهو مرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل). أثار هذا الموقف جدلاً، حيث دعت النائب ستريدا جعجع جنبلاط إلى احترام خيارات المسيحيين والبطريركية المارونية.
تمايز في مقاربات أخرى يعترف كل من القوات والاشتراكي بأن علاقتهما هي "تقاطع" في المواقف، ويوضح عضو كتلة الاشتراكي بلال عبد الله أن الاختلافات قائمة في بعض القضايا، مثل الوضع في جنوب لبنان ومقاربة عمل الحكومة ومجلس النواب. ومع ذلك، هناك تقاطع أيضًا في ملفات أخرى، مثل رفض التشريع في مجلس النواب في مرحلة الشغور الرئاسي.
مستقبل التقاطعات واحتمالات التصعيد
حالة التقاطع وآفاقها يشير عبد الله إلى أن التقاطع في ملف الرئاسة لا يزال قائما، لكنه مرهون بدعوة رئيس البرلمان إلى جلسة لانتخاب رئيس. تؤكد مصادر القوات على وجود علاقة تقاطع مع الاشتراكي، معتبرة أن جنبلاط وضع نفسه خارج إطار التحالفات. على الرغم من الاختلافات، لا يسعى الطرفان إلى تصعيد الخلاف ويحاولان إبقاءه ضمن سياق التمايز.
خاتمة تظل العلاقة بين حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي معقدة ومتقلبة، حيث تجمعهما تقاطعات تاريخية وتفصل بينهما اختلافات سياسية. في ظل تعقيدات المشهد السياسي اللبناني، يبقى من الصعب توقع مستقبل هذه العلاقة أو ما إذا كان التقاطع الحالي سيتحول إلى تحالف أو تصعيد للخلاف.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً