عمار النعيمي ناعياً ربيع بن ياقوت: رحل شاعر عجمان الكبير

رحيل شاعر عجمان الكبير ربيع بن ياقوت

انتقل إلى جوار ربه الشاعر الكبير ربيع بن ياقوت عن عمر يناهز 96 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا شعبيًا خالدًا ساهم في إثراء الأدب الإماراتي والعربي. ونعى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، الشاعر الراحل قائلاً: "ورحل شاعر عجمان الكبير.. إنا لله وإنا إليه راجعون. الشاعر القدير ربيع بن ياقوت في ذمة الله. نسأل الله أن يرحمه ويسكنه الجنة".

نشأة الشاعر وتوطده في الكويت

ولد ربيع بن ياقوت في عجمان عام 1928، وظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة. وفي أواخر الأربعينيات سافر إلى الكويت مع مجموعة من أصدقائه الشعراء، ومنهم حمد خليفة بوشهاب وراشد بن صفوان، للبحث عن عمل. وقضى ابن ياقوت اثنتي عشرة سنة في العمل بشركة نفط الأحمدي ثم ثماني عشرة سنة في كراج الأشغال التابع لحكومة الكويت قبل العودة إلى الإمارات قبل إعلان اتحاد الدولة بسنوات قليلة.

انخراطه في المسرح والفن الشعبي

بعد عودته إلى أرض الوطن، انضم ابن ياقوت إلى مجموعة من الشباب المسرحيين، وكان من بينهم الممثل والشاعر سلطان بن حمد الشامسي. وشارك ربيع في ثلاث مسرحيات ذات طابع كوميدي، ومن بعدها اتجه إلى احتراف الشعر. كما انخرط في العمل التطوعي عبر جمعية الفنون الشعبية في عجمان، حيث ساهم في نقل إرث الفنون الشعبية إلى الأجيال الجديدة.

مجلس الشعراء وأمسياته الشعرية

انضم ابن ياقوت إلى أسرة برنامج "مجلس الشعراء" الذي أسسه حمد خليفة بوشهاب في تلفزيون دبي في أواخر الستينيات، وظل عضوًا فيه على الرغم من رحيل معظم شعراء جيله الذهبي. كما شارك في برامج إذاعية كثيرة وأمسيات شعرية عديدة، محتفظًا بتألقه رغم تقدمه في السن.

صداقته مع حمد بوشهاب

كانت تجمع ربيع بن ياقوت صداقة وطيدة مع الشاعر حمد بوشهاب امتدت لأكثر من خمس وخمسين سنة، وقد حقق أبوشهاب ديوان شعر لابن ياقوت في أواخر الثمانينيات لا يزال مطلوبًا من قبل متذوقي شعره.

شعره وموضوعاته

يمتاز شعر ربيع بن ياقوت برقة ألفاظه وفكاهته وغزله وحكمه الجميلة. وقد تناول في قصائده العديد من الظواهر المجتمعية السلبية، مثل الزواج من أجنبيات وغلاء المعيشة والواسطة والعادات الدخيلة والغزو الفكري للشباب، كما ناقش قضايا عربية عديدة. بالإضافة إلى ذلك، نظم العديد من القصائد في حب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والوطن، وغنى بأشعاره العديد من الفنانين.