عرس الكتاب في «معرض الرباط»
المعرض.. وجهة عشاق الكتب
عند دخول معرض الرباط، تبهرك حدائق الحسن الثاني الفسيحة بجمالها ورحابتها، لتشكل مدخلاً مميزًا لرحلة غنية بين أجنحة ودور النشر العربية والأجنبية. وما أن تتجول بين رفوف الكتب المتراصة، حتى تشعر بموجة من السعادة تغمرك.
"نبي في وطنه" لجيل كيبل: انتصار التنوير على الأصولية
من بين الإصدارات التي استأثرت باهتمامي، كان كتاب جيل كيبل "نبي في وطنه". فبرغم كرسالة حياته لدراسة الحركات الأصولية وإنتاجه لأكثر من عشرين كتابًا مهمًا على مدار أربعين عامًا، لم يحظَ كيبل بالتقدير الكافي من وطنه أو جامعاته الفرنسية. بل واجه معارضة شديدة لأطروحاته بسبب غلافها الأيديولوجي.
فقد طبق كيبل على الأصولية الإسلامية المنهجية نفسها التي طبقها فلاسفة الأنوار في أوروبا على الأصولية المسيحية، الأمر الذي جعل مؤلفاته مراجع أساسية للباحثين وأساتذة الجامعات، وخدمت قضية التنوير العربي بشكل كبير.
"متاهة التائهين" لأمين معلوف: مواجهة غربية خصومة القرون
انتقلت بعد ذلك إلى كتاب أمين معلوف "متاهة التائهين"، الذي يروي فيه قصة الصراع بين الغرب وخصومه عبر القرون الماضية. ويبدأ معلوف حديثه بالصعود الياباني تحت حكم سلالة الميجي المستنيرة، الذي دشنه إمبراطور اليابان بتعهد نبذ عادات الماضي السيئة والارتكاز على قوانين الطبيعة العادلة والبحث عن العلم في جميع أنحاء العالم.
منذ تلك اللحظة، بدأت النهضة اليابانية بشكل مذهل، لتكسر احتكار الغرب للسيطرة على العلم والحضارة، وتشكل أكبر حضارة في تاريخ البشرية بفضل قيم عصر الأنوار والثورة الصناعية الإنجليزية والثورة الفرنسية الكبرى.
التنوير العربي المرجو: القطيعة مع ماضوية الماضي
في نهاية المطاف، يؤكد معلوف أن كل من يجعل كره الغرب أساسًا لوجوده، سريعًا ما يقع في مستنقع الأصولية والتخلف. لكنه في الوقت نفسه لا يدعو إلى قبول كل أفكار الغرب وأنماط حياته وقيمه، بل يؤكد على انتقاء ما يناسب كل أمة ورفض ما لا يتفق معها.
أما بالنسبة للتراجيديا اللبنانية والعربية الشاملة الناتجة عن التعصب الديني، فيرى معلوف أن الحل يكمن في انتصار التنوير كما حدث في اليابان. ويؤكد على ضرورة القطيعة مع ماضوية الماضي والارتكاز على أنوار العلم والفلسفة لمواجهة ظلمات الجهل والتعصب.
لماذا نجح التنوير الياباني وفشل العربي؟
يتساءل معلوف عن سبب نجاح التنوير الياباني وفشل نظيره العربي، ويطرح فرضية أن الأصولية المطلقة متجذرة بعمق في الثقافة العربية، بالإضافة إلى الحقد الطائفي المتراكم الذي يمكن أن ينفجر بسهولة. ويرى أن معركة التنوير العربي القادمة ستكون صعبة ومضنية وقد تستغرق سنوات طويلة حتى تتحقق.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً