عبير حامد: الروائي يصبح ديكتاتورًا لو حاكم شخصياته
![عبير حامد: الروائي يصبح ديكتاتورًا لو حاكم شخصياته عبير حامد: الروائي يصبح ديكتاتورًا لو حاكم شخصياته](https://img.3agel.news/W5LnINbLG4u7468KOCGr1pjlaEaPgfT3ish1jlJEZt8/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvb01/xektOV1/JVb0hTW/HVKNmEz/MGZIbm9/mTUVxMz/UzRndxV/1FvRWZW/by53ZWJ/w.webp)
رواية "ختام برائحة المسك": قصة عائلة فلسطينية بين مأساة الاحتلال ودفء الفن والإنسانية
تغوص رواية "ختام برائحة المسك" للكاتبة عبير حامد في أعماق عائلة فلسطينية، عاش أفرادها معاناة شعبهم تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وتسلط الرواية الضوء على نهب الأراضي وعمليات التهجير القسري التي طالت القرى الفلسطينية، وتكشف عن بشاعة هذه الممارسات التي هزت وجدان الأمة العربية.
لكن الرواية لا تقع في فخ التركيز على الجانب السياسي المباشر، بل تستكشف جوانب أخرى من حياة الفلسطينيين، وتبرز دور الفن في لملمة جراحهم وإبقاء شعلة الأمل متقدة في نفوسهم. وتسلط الضوء على شخصيات بطولية مثل "ختام"، المرأة الجميلة التي تبحث عن ملاذ لها خارج فلسطين، و"الملاك" الذي يقارع التحديات ويسعى لتحقيق أحلامه على الرغم من ظروفه الصعبة.
حوار مع الكاتبة عبير حامد حول روايتها:
اسمي البطلة والبطل في الرواية "ختام" و"الملاك" لهما دلالات عميقة، هل لك أن توضحيها؟
- اسم "ختام" كان شائعاً في ذلك الوقت، واختارته الكاتبة للإشارة إلى كونها آخر الفتيات التي أنجبها والدها، وأغلاهن عليه وأكثر تأثيرًا. أما اسم "الملاك" فهو يجسد تصورًا للإنسان المعاصر الذي يحمل على كاهله أعباء الحياة، لكنه لا يزال يسعى ويحاول.
لماذا جعلت الشر مطلقاً وركزتيه في شخصية "نفيسة" فقط؟
- على الرغم من انتشار الشر، إلا أنه ليس مطلقًا في الرواية، إذ تقاومه "ختام" بشدة، ولو أن الكاتبة منحت "نفيسة" فرصة لتبرير تصرفاتها، فإن هذه التبريرات لن تكون مقبولة، حيث يمثل الفساد والاستبداد الذي تجسده "نفيسة" قوة مدمرة في مجتمعاتنا.
ما السر وراء عدم منحك "نفيسة" مجالاً للدفاع عن نفسها؟
- يرفض الفساد، الذي تمثله "نفيسة"، أي تبرير لتصرفاته، لأنه يتميز بالاستبداد والقسوة. وفي داخل كل منا جزء صغير من "نفيسة" يسعى باستمرار إلى السيطرة، وعندما نسيطر على هذا الجزء، نصبح قادرين على فعل الخير، أما إذا اندمجنا معه، فقد نتحول إلى "نفيسة" جديدة.
هل يمكن اعتبار "ختام برائحة المسك" رواية عن القضية الفلسطينية وما جرى على الأراضي المحتلة؟
- تعكس شخصية "ختام" الحال العربي بشكل عام، كما أن فلسطين تمثل رمزًا للتشرذم العربي، لذلك فإن الرواية لا تقتصر على كونها رواية فلسطينية، بل هي رواية عربية تتناول قضايا مشتركة في جميع العواصم العربية.
لماذا لجأتِ إلى التخلي عن التسلسل التصاعدي في الزمن؟
- تعكس الرواية حالة نفسية متقلبة، سواء للكاتبة أو للقراء، لذلك فإن حركة الزمن والمكان تمثل محاولة للتعبير عن هذه الحالة بحالاتها المتناقضة.
حضرت في الرواية إشارات غير مباشرة إلى أحداث تاريخية مهمة، مثل حرب النكسة ورحيل عبد الناصر، لماذا اخترت هذا الأسلوب؟
- شكلت هذه الأحداث منعطفات مهمة في الوجدان العربي، لذلك أشارت إليها الكاتبة بشكل غير مباشر للتأكيد على تأثيرها العميق على الشخصيات، واستخدمت رمزية جمال عبد الناصر كرمز للوحدة العربية، وأم كلثوم كرمز للتلاحم الفني بين الشعوب.
هل كانت هناك صعوبات واجهتك أثناء الكتابة؟
- واجهت الكاتبة العديد من الصعوبات، حيث إن الشخصيات تتميز بتعقيد وتنوع كبير، وتتطلب جهدًا كبيرًا لجعلها متماسكة وقريبة من الواقع، مما كان يمثل حالة صراع بين الإرادة الذاتية للشخصيات والهدف العام للرواية.
برغم اعتماد الراوي العليم، إلا أنه ركز على "ختام" و"الملاك" أكثر من غيرهما من الشخصيات، لماذا؟
- ركزت الكاتبة على ختام والملاك لأنهما الشخصيتان الأساسيتان في الرواية، وإعطاء مساحة كبيرة لبقية الشخصيات كان سيجعل الرواية أطول من اللازم، لذلك قدمت كل شخصية بمحدداتها الرئيسية، مما سمح للقارئ بتكوين صورة واضحة عن العالم الذي تدور فيه أحداث الرواية.
ختامًا، تعد رواية "ختام برائحة المسك" عملًا أدبيًا قيّمًا يستحق القراءة، فهي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية مهمة بأسلوب روائي شيق ومؤثر.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً