شواهد قبور أثرية من قلعة البحرين
ازدهار فن النحت الجنائزي في حقبة تايلوس
ازدهر فن النحت الجنائزي في البحرين بشكل كبير خلال القرون الأولى الميلادية، خلال الحقبة المعروفة باسم تايلوس. وتشهد على هذا الازدهار الشواهد القبرية الأثرية التي تم اكتشافها بكثرة مع استمرار عمليات المسح والتنقيب في العقود الأخيرة. تم العثور على معظم هذه الشواهد في تلال المقابر الأثرية الكبيرة، بالإضافة إلى بعضها خارج هذه التلال، بما في ذلك تلك التي تم العثور عليها مدفونة في قلعة البحرين.
شواهد قبور قلعة البحرين
تقع قلعة البحرين على قمة في ضاحية السيف، شمال جزيرة البحرين. تم تسمية الموقع الأثري بالقلعة، والذي تم تسجيله في عام 2005 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، نظرًا لأهميته كواحد من أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية. يحتل الموقع مساحة 17.5 هكتارًا، وتشهد طبقاته الأثرية المتراكمة لتاريخ طويل ومتواصل يمتد من نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد إلى القرن السابع عشر.
في عام 1991، تم اكتشاف مجموعة من 15 شاهد قبر مصنوعة من الحجر الجيري بشكل غير متوقع في بستان نخيل يقع في القسم الشمالي الغربي من قلعة البحرين. يُعتقد أن هذه الشواهد قد تم نقلها من مقبرة غير معروفة مكانها، ودُفنت في البستان دون المساس بها خلال الحقبة الإسلامية.
لغز وظيفة الشواهد القبرية
تمثل هذه المجموعة نمطًا جماليًا موحدًا في التصميم والنحت البارز والغائر. يصعب تحديد الغرض من هذه الشواهد، كما هو الحال مع العديد من الشواهد المكتشفة في تلال مقابر البحرين الأثرية. تشير بعض الأبحاث إلى وجود بعض الشواهد داخل غرف صغيرة تشكل بيوتًا لها في طرف المقبرة، بينما وجد بعضها الآخر مدفونًا جزئيًا في تربة المقبرة.
لا يزال الغرض من هذه الشواهد لغزًا، على الرغم من أنه من الواضح أنها تجاوزت حدود القبر الفردي واكتسبت أهمية دينية أكبر. تم نقل الشواهد التي تم اكتشافها في بستان قلعة البحرين من مقبرتها الأصلية، ومن المستحيل الآن معرفة كيفية عرضها في موقعها الأصلي. إنها الآن أقرب إلى القطع الفنية المستقلة التي تعكس مرحلة جمالية للنحت الجنائزي في هذه المنطقة من شبه الجزيرة العربية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً