سينما المقاومة الفلسطينية: رؤية المخرج رشيد مشهراوي

مقدمة

تعتبر "سينما المقاومة" مبادرة سينمائية أطلقها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بهدف دعم السينما في قطاع غزة، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع. واستوحي مشهراوي اسم المبادرة من مهرجان أسوان لأفلام المرأة، الذي خصص قسمًا تضامنيًا مع سينمائيات فلسطين.

سينما المقاومة: ضرورة لإظهار الحقيقة

يرى مشهراوي أن السينما الفلسطينية مقاومة للاحتلال وتسعى لإظهار الحقيقة للعالم أجمع. ويرفض الدعوات التي تطالب بوقف الأنشطة الثقافية والفنية في البلدان العربية كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني، ويؤكد أن السينما والفن ليسا مشروعًا ترفيهيًا فحسب، بل هما منابر أساسية للدفاع عن الحق الفلسطيني في وجه الرواية الكاذبة التي يسوقها الاحتلال الإسرائيلي.

أفلام فلسطينية قصيرة: قصص من غزة

تُعرض ضمن مسابقات مهرجان أسوان لأفلام المرأة ستة أفلام فلسطينية قصيرة، من بينها الفيلم الوثائقي "خيوط من حرير" للمخرجة ولاء سعادة، الذي يحكي عن الثوب الفلسطيني وما تحمله تطريزاته من معاني. كما يشارك فيلم "أنا من فلسطين" للمخرجة إيمان الظواهري، الذي يروي قصة فتاة فلسطينية أمريكية تكتشف غياب فلسطين من على خريطة العالم في أول يوم دراسي لها في الولايات المتحدة. وتتناول المخرجة علياء أرصغلي في فيلمها الوثائقي "مستقبل مقطوع" التجارب الحياتية لفتيات في قطاع غزة يعشن تحت الاحتلال.

صندوق لدعم السينما في غزة

في الشهر الثاني للحرب على غزة، بدأ المخرج مشهراوي العمل على تأسيس صندوق لدعم السينما في القطاع، بهدف إنتاج أفلام تساعد في سرد الرواية الحقيقية لما يحدث في غزة، ومواجهة الرواية الإسرائيلية المزيفة. ويشير مشهراوي إلى أن مبادرة "أفلام من المسافة صفر" تساعد على تقديم الدعم لمخرجين ومخرجات من غزة "تحت القصف أو ممّن أصبحوا لاجئين" لإنتاج أفلامهم.

دور المرأة الفلسطينية

تؤدي النساء دورًا بارزًا في مبادرة "أفلام من المسافة صفر". ويؤكد مشهراوي أن المرأة الفلسطينية دائمًا في مقدمة الصفوف في أصعب اللحظات. ويضيف أن الاحتلال الإسرائيلي قد يقتل العديد من الفلسطينيين، لكنه يجد صعوبة في احتلال ذاكرتهم وهويتهم وثقافتهم وتاريخهم.

التضامن العربي مع فلسطين: تقييد الشعوب وعجز الأنظمة

يرى مشهراوي أن تضامن الجمهور العربي مع الشعب الفلسطيني نابع من العجز والتقييد الذي تفرضه الأنظمة العربية على شعوبها. ويضيف أنه كان يحلم بأن تكون الأنظمة العربية مثل شعوبها في دعمها لفلسطين، لكن للأسف لم يحدث ذلك حتى بعد مرور أكثر من مائتي يوم على الحرب على غزة.