"سقوط" الخريطة المزيفة
سقوط الخريطة المزيفة
أُرغمت الاتحادية المغربية لكرة القدم على التخلي عن الخريطة المزيفة المُغيّبة للأراضي الصحراوية، واختارت خلال اجتماعها الفني بالمغرب استعراض قميص منتخبها النسوي تحت 17 عامًا خاليًا من أي خريطة أو إقليم.
لم يكن الأمر مفاجئًا أبدًا لبلد جعل من نفسه أضحوكة عالمية، فهو الوحيد الذي يدعي امتلاكه لخريطتين. إذ في المناسبات القارية الصرفة، مثل مشاركة نادي نهضة بركان أو المنتخبات الشابة في مختلف البطولات القارية، يحرص المغرب على تسييس الرياضة ووضع خريطة مزيفة يستفز بها إفريقيا ويسيطر على هيئاتها الرياضية مثل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف).
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالمنافسات الرياضية ذات البعد الدولي، يعود المغرب مُكرَهًا إلى خريطته الحقيقية، بل ويحرص على إسقاطها من القمصان.
ازدواجية موقف المغرب تكشف نواياه الاستعمارية
يكشف ازدواج موقف المغرب بشأن حدوده الحقيقية من خلال الرياضة، فالتواجد على طرفي نقيض بين منافسات الكاف ومنافسات الفيفا يُظهر للعالم نزعته الاستعمارية، وهي نزعة تُروّضها القوانين الدولية للرياضة وليس القارية، حيث تتلاشى آثار التخدير الذي يمارسه المغرب في الحدود الإفريقية دون غيرها.
أما عن ازدواج موقف المغرب بشأن الموقف نفسه، فقد بذل الطرف المغربي قصارى جهده لتسييس بطولة إفريقيا للمحليين التي استضافتها الجزائر، كونها بطولة هجينة خاصة بالقارة السمراء ولا تتضمن رهانات رياضية دولية. دليل ذلك مسرحية المطار في المغرب والإصرار على رحلة مباشرة على متن الخطوط الجوية المغربية، والتي جعل منها المغرب ذريعة للمقاطعة في حال فشل مخطط وضع الجزائر أمام الأمر الواقع رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وبعد ثلاثة أشهر فقط، عادت الجزائر لاستضافة منافسة قارية خاصة بفئة تحت 17 عامًا، لكنها مسابقة مؤهلة لكأس العالم لنفس الفئة العمرية. وقد غابت تلك المسرحية وموقف المغرب الثابت، وحضر المغرب في صمت في رحلة غير مباشرة وعلى متن شركة طيران غير الخطوط الجوية المغربية. هذه هي الحقيقة التي عرت المغرب وجعلت مواقفه المتعنتة تزكي حق جمهورية الصحراء الغربية في أرضها وسيادتها وتفضح ألاعيب المغرب أكثر فأكثر.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً