سردية الحيوانات والطيور في عيون الكتاب
الحيوانات والطيور: رمزية ودلالات في السرد الأدبي العربي
لطالما شكلت عوالم الحيوانات والطيور مصدر إلهام للكتاب والشعراء والفنانين على مدار التاريخ. وقد تعددت دلالاتها ورموزها على المستويات الفنية والإنسانية المختلفة، مستدعيةً تراث الأساطير والخرافة وربطها بما يحدث في عالمنا الراهن.
استخدام الحيوان في الأدب العربي المعاصر
تطرق العديد من الكتاب العرب المعاصرين إلى موضوع الحيوانات والطيور في أعمالهم الأدبية، واستخدموها كعنصر رمزي للتعبير عن أفكار عميقة. وفي هذا الإطار، أجرت صحيفة "الشرق الأوسط" تحقيقًا خاصًا يستطلع آراء عدد من هؤلاء الكتاب.
آراء الكتاب حول استخدام الحيوانات في السرد الأدبي
الروائي أحمد الفخراني:
يرى الفخراني أن استخدام الحيوان في الأدب العربي المعاصر قليل، لكنه يشير إلى عمل هيثم الورداني "بنات آوى والحروف المفقودة" واستلهامه من كتاب "كليلة ودمنة"، مؤكدًا على أصالة هذا النهج في الثقافة العربية. كما يرى أن كتاب "الحيوان" للجاحظ يتجاوز فكرة المقفع في استخدام الحيوان كوسيلة لإيصال الحكمة، إذ يقدم الإنسان نفسه كحيوان يمكن مقارنته بالحيوانات الأخرى في تصرفاته. ويؤكد الفخراني على أهمية السيطرة على الطبيعة الحيوانية للإنسان وتوجيهها بدلًا من كبتها.
الروائي محمد أبو زيد:
يشير أبو زيد إلى استخدام الحيوان في الخيال منذ نشأته، سواء في الحكايات الشعبية أو الأساطير، حيث ابتكر الإنسان حيوانات جديدة مثل الغول والعنقاء. ويرى أن الحيوان يحضر بقوة في القص القرآني، كما استخدم في الأدب العالمي لأغراض فلسفية وسياسية، مثل روايات "المسخ" لكافكا و"مزرعة الحيوان" لجورج أورويل. ويوضح أبو زيد استلهام روايته "ملحمة رأس الكلب" للإله "أنوبيس" المصري القديم، الذي يصور كإنسان برأس ابن آوى، ويربط بين رحلة بطل الرواية ورحلة "أنوبيس" في العالم الآخر.
**القاص أحمد عبد المنعم رمضان: * تحدث رمضان عن تأثير الأدب والرسوم على خياله منذ طفولته، مشيرًا إلى كتب مثل "الوزة البيضاء" و"ما حدث لدجاجة لا تفكر"، والتي رسمت صورة للحيوانات تخرج عن طبيعتها الاعتيادية. ويؤكد على تأثير قصص زكريا تامر ومحمد المخزنجي وجون شتاينبيك في تشكيل أسلوبه الأدبي. كما يرى أن الحيوانات في قصصه تمثل جزءًا من غابة رمزية يبحث فيها عن معنى لحياته ووجوده.
الحيوانات في الموروث الديني
أشار الناقد د. سيد ضيف الله إلى دور الحيوانات في الموروث الديني، فمثلًا يرى أن بقرة بني إسرائيل لعبت دورًا مركزيًا في إثبات نبوة موسى والكشف عن قاتل مجهول، وكان دورها داعمًا للبطل النبي. كما نجد اليمام والناقة يعتبران حكمًا في مواقف محورية.
ويختتم ضيف الله بالإشارة إلى صعوبة إيجاد حيوانات تمثل الشر في الموروث الديني، مؤكدًا أن اختيار بين الشر والخير ليس من صفات الحيوانات والطيور في هذا السياق، وأن أدوار الشر تؤديها الحيوانات طاعة لله في هذه المتخيلات السردية الجمعية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً