زيارة نادرة لوفد من كوريا الشمالية إلى إيران .. دلالات التوقيت وموقف الغرب

المقدمة

أثار الإعلان عن زيارة وفد وزاري من بيونغ يانغ إلى طهران جدلاً واسعًا حول أسبابها وتوقيتها وأهدافها، خاصة بعد سنوات من القطيعة. تأتي هذه الزيارة في خضم تطورات إقليمية ودولية مهمة، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، والهجمات الإسرائيلية على غزة، والصراع الإيراني الإسرائيلي.

دلالات التوقيت

1. مخاوف غربية من التعاون العسكري والنووي: تشير تقارير إلى تعاون وثيق بين كوريا الشمالية وإيران في مجال الصواريخ البالستية والبرامج النووية، مما أثار مخاوف الغرب حول انعكاسات هذا التعاون على الأمن الإقليمي.

2. شكوك حول التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا: تورطت كوريا الشمالية في دعم روسيا عسكريًا في أوكرانيا، مما دفع الغرب إلى فرض عقوبات عليها وتكثيف جهوده لردع تعاونهما.

3. اتهامات بدعم كوريا الشمالية عملية "طوفان الأقصى": اتهمت وكالات استخبارات ومسؤولون إسرائيليون كوريا الشمالية بتزويد حماس بأسلحة خلال العملية العسكرية الأخيرة ضد إسرائيل.

أهداف الزيارة

1. توجيه رسالة إلى الغرب: تهدف الزيارة إلى إرسال رسالة مفادها أن الضغوط على كوريا الشمالية وإيران لن تمنع تعزيز علاقاتهما وتطوير تعاونهما على الرغم من العقوبات.

2. مواجهة الضغوط الأمريكية: تواجه كل من كوريا الشمالية وإيران عقوبات أمريكية صارمة، وتسعى الزيارة إلى إيجاد سبل لمواجهة هذه الضغوط وتقليل تأثيرها.

3. محاولة الالتفاف على العقوبات الاقتصادية: تعاني كوريا الشمالية وإيران من عقوبات دولية فرضت عليهما عزلة اقتصادية، وتسعى الزيارة إلى إيجاد طرق للالتفاف على هذه العقوبات من خلال التعاون وتبادل السلع والخبرات.

4. تعزيز التعاون العسكري والنووي: أشارت تقارير إلى تعاون متزايد بين البلدين في مجال الصواريخ البالستية والبرامج النووية، وقد تمثل الزيارة فرصة لمناقشة تعميق هذا التعاون.

موقف الغرب

لا يمكن للولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الوقوف مكتوفي الأيدي أمام التحالف المتنامي بين كوريا الشمالية وإيران. وقد اتخذت الولايات المتحدة بالفعل خطوات لمواجهة خصومها، مثل تشكيل تحالف "أوكوس" ودعم أوكرانيا ضد روسيا. ومن المتوقع أن يضع تقارب بيونغ يانغ وطهران عقبات إضافية أمام تسوية الخلافات بين الغرب وإيران، وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.