رياضة الكريكت في لبنان... ولكن بطريقة استثنائية

رياضة الكريكت تجمع العمال المهاجرين في لبنان

في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان، يجد العمال المهاجرون في دوري الكريكت، الذي يقام في موقف للسيارات في بيروت، ملاذًا للتسلية والراحة من ظروف عملهم المرهقة.

فرصة للتجمع والترفيه

كل يوم أحد، يجتمع عمال مهاجرون من سريلانكا والفيليبين والهند وباكستان في موقف للسيارات في حي الأشرفية الشرقي في بيروت لممارسة الكريكت، وهي رياضة غير معروفة على نطاق واسع في لبنان حيث تحظى كرة السلة وكرة القدم بشعبية أكبر. يتجمع المئات في عطلة نهاية الأسبوع ليس فقط لممارسة اللعبة، ولكن أيضًا للاستمتاع بالأطباق التقليدية والموسيقى المتنوعة، بالإضافة إلى مشاركة خاصة من فرق من السفارتين البريطانية والسريلانكية وكذلك من اللاجئين السوريين الشباب.

دعم الأسرة والوحدة في أرض غريبة

وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة في العام الماضي، يوجد في لبنان أكثر من 160 ألف عامل مهاجر من 84 دولة. على الرغم من نصيحة العديد من السفارات لرعاياها بمغادرة لبنان في ظل القصف المتبادل عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، إلا أن بعض العمال المهاجرين اختاروا البقاء، مدفوعين برغبتهم في دعم أسرهم ودعم مجتمعهم الصغير في لبنان. أثناء المباريات، يتوقف المارة الفضوليون لمشاهدة الحدث، ويلقون نظرة من فوق جدار حجري يحيط بموقف السيارات. يطلق بعض اللاعبين على الموقع اسم "لوردز لبنان" على غرار نادٍ شهير للكريكيت في لندن، حيث كان موطنًا للعبة الكريكيت في لبنان لأكثر من عقدين.

دعوة إلى التعاطف

يحث فرناندو سوغاث، أحد منظمي الدوري من سريلانكا، أصحاب العمل على منح العمال مزيدًا من وقت الفراغ والراحة. ويرى أن العمال المهاجرين الذين يمارسون الكريكيت محظوظون للغاية لأن لديهم أصحاب عمل يسمحون لهم بأخذ إجازة يوم الأحد. كما يناشد اللاعبين بالتفكير فيما وراء اللعبة، وتذكر الصعوبات التي يواجهها العمال الأجانب في لبنان، بمن فيهم من يتعرضون للاستغلال وسوء المعاملة والذين يتم حرمانهم في بعض الأحيان من الإجازات الأسبوعية والأجور، وقد يتعرضون أيضًا للأذى الجسدي أو النفسي.