ربيع بن ياقوت.. رحيل قامة شعرية ملهمة

رحيل قامة شعرية ملهمة

فقدت الساحة الثقافية في الإمارات العربية المتحدة أحد أبرز شعرائها برحيل الشاعر الإماراتي ربيع بن ياقوت، الذي يُعد من أشهر شعراء الشعر الشعبي في الدولة، واشتهر بإلهامه الكثيرين بأشعاره وأفكاره. **النشأة والمسيرة الأدبية** ولد الشاعر بن ياقوت في عجمان في العام 1928، وتلقى تعليمه في الكتًاب، حيث بدأ نظم الشعر في العشرينات من عمره. سافر في مطلع شبابه إلى الكويت وعمل فيها لسنوات عديدة، ليعود إلى الإمارات قبل إعلان قيام الاتحاد بفترة وجيزة. وبعد عودته للوطن، التحق بمجموعة من الشباب المسرحيين وأصبح ممثلاً مسرحياً، وشارك في ثلاث مسرحيات بأدوار يغلب عليها الطابع الكوميدي. إلا أنه ترك التمثيل لاحقاً وركز على كتابة الشعر، ثم انضم إلى جمعية الفنون الشعبية في عجمان، وانخرط في عمل تطوعي يُعلم فيه الأبناء تراث الآباء والأهازيج الشعبية والثقافة الأصيلة. **التألق الشعري** برز بن ياقوت واشتهرت قصائده بشكل كبير بعد التحاقه في برنامج "مجلس الشعراء" الذي أسسه حمد خليفة بوشهاب في تلفزيون دبي في أواخر الستينيات من القرن الماضي، مع مجموعة من شعراء الجيل الذهبي في تلك الفترة. وظل متألقاً بحضوره وأشعاره رغم تقدمه في السن، وشارك في برامج إذاعية كثيرة والعديد من الأمسيات الشعرية، ويُذكر بأشعاره وأفكاره الملهمة للكثيرين. **خصائص شعرية** تميزت أشعار الشاعر ربيع بن ياقوت برقة الألفاظ، وكثيرا ما تخللتها الفكاهة ومشاعر الغزل والحكم الجميلة. وتميز بقصائده في حب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتغنى أيضاً بحب الوطن وجماله وصحراءه وقيمه العظيمة. كما تناول بشعره عدة قضايا عربية. **إرث خالد** تغنى العديد من المطربين بقصائد بن ياقوت، وما زال كثيرون من محبي الشعر يحفظون قصائده، التي كان يتطرق فيها إلى بعض ظواهر المجتمع السلبية، كالزواج من أجنبيات وغلاء المعيشة والواسطة والعادات الدخيلة والغزو الفكري للشباب. وشارك كثيرا في مساجلات شعرية رداً على قضايا وموضوعات مختلفة.