رئيس مجلس النواب يحذر من تعليق مشاكل دول الشمال على مَشْجَبِ الهجرة

الهجرة ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية

أثار مجلس النواب المغربي مخاوفه من إلقاء اللوم على الهجرة بمجموعة من المشاكل التي تواجه الدول المتقدمة، وحذر من استغلالها في الدعاية الانتخابية.

دعا رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، خلال كلمة ألقاها في افتتاح مناقشة اختتمت بها أنشطة مشروع التعاون بين برلمان المملكة المغربية والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الممول من الاتحاد الأوروبي، إلى ضرورة تجنب إقحام الهجرة بشكل تعسفي في الرهانات الجيوسياسية الداخلية والعابرة للحدود.

مساهمات المهاجرين في بناء المجتمعات

أكد الطالبي العلمي على المساهمة الحاسمة للمهاجرين في بناء اقتصادات الدول المستقبلة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما يستمر اليوم من خلال الكفاءات العالية التي تساهم في بناء النسيج الاقتصادي والخدماتي وإشعاع الحركة الرياضية في هذه البلدان.

أشار إلى أنه على عكس ادعاءات المناهضين للهجرة، فإن التاريخ يؤكد اليوم مساهمات المهاجرين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المستقبلة.

مسؤولية الدول المتقدمة في معالجة مشاكل الهجرة

شدد الطالبي العلمي على ضرورة أن تكون الهجرة منظمة ونظامية وآمنة، وأن يتم احترام حقوق المهاجرين وكرامتهم، لافتًا إلى جهود المملكة المغربية في التصدي لشبكات الاتجار في البشر وتفكيكها ومكافحة الهجرة غير النظامية.

أكد أن البلدان المتقدمة بحاجة إلى المزيد من الموارد البشرية لسد العجز الناجم في عدد من القطاعات عن تراجع النمو الديموغرافي، ولكن بلدان الجنوب بحاجة أيضًا لتطوير الخدمات المقدمة للمواطن والمساهمة في التنمية بمساهمات كفاءاتها الوطنية.

دعا إلى تقدير جهود المغرب في مكافحة الهجرة غير النظامية على أساس احترام القانون والكرامة البشرية، وجهودها في إدماج المهاجرين.

آثار تغير المناخ على الهجرة

أشار الطالبي العلمي إلى الاختلالات المناخية في السياق الإفريقي، والتي تشكل عاملاً رئيسيًا في الهجرات الداخلية والعابرة للحدود، حيث يتسبب الجفاف والتصحر وانجراف التربة والفيضانات في نزوح جماعي للأشخاص.

ونوه إلى أن الفقر والحاجة وفقدان مصدر الرزق الذي يتسبب فيه الجفاف تؤدي إلى الهجرة خارج الأوطان أو داخل البلد الواحد، وشدد على أن إفريقيا لا تساهم سوى بأقل من 4% من الانبعاثات المسببة لاحترار كوكب الأرض، إلا أنها أكثر القارات تضررًا من الاختلالات المناخية الناجمة عن هذه الانبعاثات.

دعوة إلى التعاون الدولي

اعتبر الطالبي العلمي أن الأزمة البيئية والتحديات الناجمة عنها تتجاوز الحدود والإمكانيات المادية للدول، وطالب بتعاون دولي من أجل درء انعكاسات الاختلالات المناخية وتفعيل ما اتفقت عليه المجموعة الدولية.

شدد على ضرورة التعاون لمواجهة الكوارث الطبيعية بهدف منع النزوح الجماعي والتخفيف من آثار تداعيات هدم منازلهم وإجبارهم على الفرار من أوطانهم.

الدور الفعال للاتحاد الأوروبي

أشاد رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ثيودوروس روسوبولوس، بمستوى الشراكة التي تربط الجمعية بالبرلمان المغربي، معربًا عن افتخاره بأن تكون زيارته للبرلمان المغربي الأولى لبرلمان غير أوروبي.

أكد روسوبولوس إيمانه الراسخ بالشراكة مع البرلمان المغربي، معتبرًا أنها ساعدت النواب الأوروبيين على رؤية مشاكلهم من منظور مختلف.

بدورها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا لومبارت كوساك، إن الشراكة ذات الطابع الاستراتيجي التي تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي طموحة وحققت نتائج ملموسة.

أشارت كوساك إلى أن التعاون بات ضروريًا في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدة أن النقاش حول قضايا الهجرة وتغير المناخ معقد وضروري لصانع القرار السياسي.