رئيسة منظمة حقوقية سودانية: حوادث الاغتصاب في ازدياد ونطاقها الجغرافي يتسع

تصاعد معدلات الاغتصاب في السودان

حذرت السيدة أميرة عثمان، رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء"، من الارتفاع المستمر في أعداد النساء اللاتي يتعرضن للاغتصاب في السودان، مشيرة إلى تزايد الرقعة الجغرافية لهذه الجرائم واستخدام الاغتصاب كسلاح في الصراعات المسلحة. وطالبت السيدة عثمان المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالعمل على القضاء على الوصمة الاجتماعية التي تلاحق النساء ضحايا الاغتصاب.

توثيق حالات اغتصاب في مخيمات النازحين

وقد وثق "المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام"، في وقت سابق، تعرض 14 امرأة وفتاة في مخيمي كالما ويوتاش للنازحين داخلياً في ولاية جنوب دارفور، للاعتداء الجنسي، مما أدى إلى حمل ست منهن بسبب عدم حصولهن على الرعاية الطبية اللازمة. كما خضعت ثلاث من الضحايا لعمليات إجهاض منذرة بخطورة الوضع.

وصمة الاغتصاب والتحديات التي تواجه ضحاياه

وفي حديثها عن التحديات التي تواجه النساء ضحايا الاغتصاب، شددت السيدة عثمان على أن الوصمة الاجتماعية والنظرة الدونية التي تلاحقهن تشكل عقبة كبيرة في سبيل حصولهن على العدالة والرعاية اللازمة. وأكدت على ضرورة العمل الدؤوب على الصعيدين الثقافي والاجتماعي لرفع هذه الوصمة عن نساء السودان، وإلقاء العار على مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة.

نقص الموارد الطبية وغياب الرعاية المناسبة

أشارت السيدة عثمان إلى التحديات التي تواجه مبادرة "لا لقهر النساء" في توفير الرعاية اللازمة لضحايا الاغتصاب، خاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية في معظم مناطق السودان. حيث لا تتوفر الأدوية أو الأطباء الكافيين، مما يعرض حياة النساء لخطر كبير. بالإضافة إلى ذلك، لا تتوفر أماكن آمنة أو مأوى مناسب لهؤلاء النساء، مما يزيد من معاناتهن ويؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية التي يعانين منها.

مناشدة المنظمات الدولية ودور المجتمع

وجهت السيدة عثمان نداءً إلى المنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان، ولا سيما رعاية الأطفال، للعمل على توفير مأوى مناسب للأطفال الذين يولدون نتيجة جرائم الاغتصاب. كما دعت المجتمع السوداني إلى نبذ العنف ضد المرأة والتنديد به، والعمل على إيجاد بيئة آمنة وداعمة للنساء ضحايا هذه الجرائم.

وتجدر الإشارة إلى أن 68 منظمة نسوية وقعت في شهر مارس الماضي مذكرة تندد بتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان في ولاية الجزيرة، بما في ذلك جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء، واستمرار هذه الجرائم في مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور.