ذكرى "أحداث 16 ماي" الأليمة .. المغرب يواصل تقوية الحكامة الأمنية الرشيدة
المقدمة
يعتبر شهر ماي في المغرب شهرًا "أمنيًا" بامتياز، حيث يخلد فيه المغاربة ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية يوم 14 ماي وذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني في الـ16 منه، وهما الأجهزة التي تكفل أمن واستقرار المجتمع.
أحداث 16 ماي 2003
لكن في احتفالات 16 ماي من سنة 2003، اختلطت الدماء بالدموع والفرح بالصراخ والأمل بالألم، حيث قامت مجموعة إرهابية بشن هجمات إرهابية أثيمـة أدت إلى مقتل وجرح أبرياء مغاربة وأجانب في مناطق مختلفة بمدينة الدار البيضاء.
وقد خلّفت هذه الواقعة الأليمة صورة جديدة من تلاحم الشعب والعرش في مسيرة مليونية قل نظيرها في شوارع الدار البيضاء من أجل السلام والتسامح ومناهضة العنف والتعصب.
الحكامة الأمنية الرشيدة
وتكريسًا لهذا التلاحم، ألقى الملك محمد السادس خطابًا ملكيًا قويًا يوم 29 ماي 2003، وضع فيه إحداثيات مواجهة الإرهاب والتطرف، والتي كان من مبتدأها تعليمات فورية للسيطرة على الموقف وبعث الثقة في النفوس، وإصدار القانون رقم 03/03 المتعلق بمكافحة الإرهاب يوم 28 ماي من السنة نفسها.
كما أسس الملك مرحلة إعادة هيكلة الحقل الديني وتجديده في خطابه يوم 30 أبريل 2004 أمام المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية الإقليمية، وذلك لتصحصين المغرب من نوازع التطرف والإرهاب.
وخلال عقدين من الزمن، تراكمت ثقافة أمنية جديدة ومصطلحات أمنية جديدة، مثل الحكامة الأمنية الرشيدة وشرطة القرب والإنتاج المشترك للأمن وتنظيم الأبواب المفتوحة للأمن، مما عكس التزام المغرب بتوطيد سلطة الدولة ودعائم سيادة القانون وسمو القضاء الفعال.
تطور الحكامة الأمنية في المغرب
لقد أثمرت الجهود المبذولة في مجال الحكامة الأمنية وتأهيل الموارد البشرية والبنية التحتية للأجهزة الأمنية ثمارًا يانعة، حيث أصبح المغرب اليوم نموذجًا في مجال التعاون الأمني الدولي ومحاربة الإرهاب والتطرف.
وتشهد على ذلك التوشيحات التي حظي بها السيد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني (الديستي)، من طرف العديد من الدول، واستقباله من طرف كبار الأمنيين في دول أوروبية كبرى.
وفي الختام، فإن مرور 21 عامًا على أحداث 16 ماي الأليمة يظل ذكرى على يقظة المغرب وجنوحه للسلام والتسامح ومناهضته للتطرف والغلو، وعلى علو كعب رجالاته في محاربة الجريمة المنظمة وتلك العابرة للحدود.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً