دير "سانت بول" للعلاج.. هنا أبدع فان جوخ أشهر أعماله
دير "سانت بول" للعلاج النفسي: ملجأ وملهمة للفنان فان جوخ
تقع في بروفانس الفرنسية، أعلى تلة مطلة على دير "سانت بول"، حقول القمح التي استوحى منها الفنان الهولندي الشهير فنسنت فان جوخ العديد من روائعه الفنية خلال فترة إقامته في الدير للعلاج النفسي.
يعد دير "سانت بول" اليوم مؤسسة متخصصة في العلاج النفسي من خلال الفنون، وتستقبل النساء بصورة حصرية. ويضم الدير معرضًا دائمًا لأعمال المرضى المنجزة في استوديو العلاج بالفن، بالشراكة مع مدرسة الفنون البصرية في نيويورك، حيث تعرض أعمال المرضى والطلاب، ويستقطب الآلاف من الزوار كل عام.
وفي عام 1889، وصل فان جوخ إلى سان ريمي دي بروفانس قادماً من آرل، مفتونًا بجودة الضوء والجمال الطبيعي الذي وجده هناك، والذي ألهمه في أعماله الفنية الرائعة، بفضل دعم الراهبات والممرضات اللواتي استقبلنه.
خلال إقامته في الدير الفرنسي، أنتج فان جوخ أكثر من 150 لوحة زيتية وأكثر من 100 رسم تخطيطي في غضون 53 أسبوعًا. ولا تزال الغرفة التي كان يقيم فيها في الطابق العلوي تحكي تاريخ مستشفى "سانت بول" للأمراض النفسية والعقلية، حيث توجد نسخة طبق الأصل من تلك الغرفة.
ومن أشهر اللوحات التي رسمها جوخ في الدير: "القزحية"، و"ليلة مرصعة بالنجوم"، و"بستان الزيتون"، و"حقل القمح مع السرو"، و"الخطوات الأولى"، و"حقل القمح مع حاصدة"، و"القيلولة"، و"قاطعو الطريق"، و"حديقة في دار رعاية سانت بول"، و"إناء مع القزحية"، و"غرفة فنسنت في آرل".
فان جوخ ودير "سانت بول": ملجأ ومصدر إلهام
يعود تاريخ الدير إلى ألف عام، ويقع في مدينة سان ريمي دو بروفانس. وفي الوقت الذي دخل فيه فان جوخ المنشأة طواعية في مايو 1889، كان الدير قد أصبح منذ فترة طويلة ملجأً للأشخاص الذين يُعتبرون "مجانين".
اختار الفنان الإقامة في سان بول دي موسول بعد معاناته من أزمات عديدة تتعلق بالصحة العقلية، بما في ذلك الحادث السيئ السمعة عندما قطع جزءًا من أذنه. ورافقه إلى المستشفى القس فريديريك ساليس، وهو رجل دين بروتستانتي من بلدة آرل القريبة.
واضطلع ثيو فان جوخ، شقيق الفنان، بدور حاسم في تمكينه من الرسم خلال هذه الفترة. فقد كان الموظفون داعمين للفنان، وسمحوا له بالرسم كجزء من علاجه، ووفروا له مساحة استوديو في مستشفى الصندوق.
مول ثيو مواد الرسم الخاصة بشقيقه، وأرسل إليه الإمدادات بانتظام طوال فترة إقامته التي استمرت لمدة عام. وتوفي فان جوخ بعد شهرين من خروجه من المستشفى متأثرًا بطلق ناري.
دير "سانت بول" اليوم: مركز للفنون والعلاج
يدير مركز الفنون في المستشفى جمعية "فاليتودو"، التي تعمل على تعزيز التنمية الثقافية والأبحاث الطبية داخل المركز. ولا يزال الدير منشأة علاجية للعملاء، ومفتوحًا للزوار.
وقال دي توماسو، مدير جمعية "فاليتودو"، لموقع "نيوز آرت": "قام الكثير من المرضى بتفسير أعمال فان جوخ. إنه الفنان الرئيسي هنا. لذا فهو بالتأكيد نقطة مرجعية لهم."
وأضاف: "لديهم أسبابهم الخاصة لوضع كل ما يضعونه، ولكن من المفترض أن يتوافق نظريًا مع موضوع العام الذي تتمحور حوله الأعمال الفنية."
وبهذه الطريقة، يواصل دير "سانت بول" دوره كمركز للفنون والعلاج، حيث يوفر للناس فرصة لاكتشاف الأعمال الفنية لفان جوخ وتقدير تأثيرها على المرضى اليوم.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً