دموع "بقيع مصر" ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة القاهرة؟
دموع "بقيع مصر" ومدينة الموتى التاريخية
الفقرة الأولى:
كانت القاهرة مدينة فريدة من نوعها بمقابرها الفخمة، فقد أطلقت عليها أسماء مبهجة مثل "البساتين" و"تربة الزعفران" و"باب النصر" و"البقيع" و"غراس أهل الجنة". كانت القرافة عالمًا آخر، حيث يرقد الأموات في سلام أبدي، ويحتفظون بشواهد قبورهم التي تعود إلى مئات السنين. كانت القرافة مكانًا للتأمل والإجلال، كما قال أبو العلاء المعري:
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد؟ خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
الفقرة الثانية:
تتميز القرافة بتاريخها العريق، فهي أقدم من القاهرة نفسها، حيث تعود إلى بداية الفتح الإسلامي لمصر. وفيها دُفن العديد من الصحابة والأولياء والملوك والأمراء، بما في ذلك عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وعقبة بن عامر ومحمد بن أبي بكر الصديق ومعاوية بن خديج. وكانت القرافة تُعرف أيضًا باسم "غراس أهل الجنة" و"البقيع الثاني" بسبب قدسيتها.
الفقرة الثالثة:
ومع ذلك، تواجه القرافة اليوم تحديات كبيرة. فقد تعرضت للعديد من التعديات والانتهاكات، بما في ذلك هدم المقابر وتشييد المباني غير القانونية. وقد دفع هذا الكثير من الناس للتعبير عن انزعاجهم من هذا الوضع غير المألوف، مما دفع وزارة السياحة والآثار إلى مناقشة وضع القرافة على خريطة السياحة.
وتقول لجنة الأثار إن الدولة لا تدعو إلى هدم المقابر، بل إنها تعمل على تطوير هذه الأماكن وتوفير أفضل الخدمات لسكان المنطقة. وقد وضعت الدولة خطة لإنشاء مقبرة جديدة تسمى "مقبرة الخالدين" تضم أبرز الرموز في جميع التخصصات، والتي ستكون أيضًا بمثابة مزار سياحي.
الفقرة الرابعة:
كانت القبور في مصر دائمًا أماكن مقدسة تعكس الرغبة في حياة أبدية سعيدة في العالم الآخر. كما أنها تحمل أهمية تاريخية وفنية كبيرة، حيث يوجد بها مقابر للعديد من المشاهير والأعلام، مثل ورش صاحب أشهر قراءة قرآنية، وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمود سامي البارودي.
ولم تقتصر القرافة على دفن الموتى، بل كانت أيضًا مدينة حية تضم مساجد ومدارس ومكتبات. وكانت مدينة العسكر، عاصمة مصر في العصر العباسي، تقع بالقرب من القرافة، مما يشير إلى أهميتها التاريخية الاستثنائية.
الفقرة الخامسة:
على الرغم من جهود الدولة للحفاظ على القرافة وتطويرها، فإنها تواجه تهديدات مستمرة من المشروعات القومية والتوسع العمراني. ومن الضروري أن تحافظ السلطات على هذه المدينة التاريخية الفريدة وتراثها المتميز للأجيال القادمة. كما يجب أن نتذكر كلمات المؤرخين الذين حذروا من عواقب تدمير التراث، حتى لا نتحمل وزر هدم التاريخ وتشويه وجه مدينتنا الحبيبة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً