دعوات مراجعة تقارير «حرب غزة» تجدّد نقاش معايير الإعلام

دعوات لمراجعة تقارير حرب غزة تجدد نقاش معايير الإعلام

تتزايد الدعوات لمراجعة تقارير وسائل الإعلام الغربية عن حرب غزة وسط اتهامات متكررة بانتهاك المعايير المهنية وعدم الالتزام بالدقة والحياد. وقد تجدد الجدل مؤخرًا بشأن "انحياز" الإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، لا سيما بعد دعوة أكثر من 50 أستاذًا وباحثًا في مجال الصحافة من جامعات أمريكية بارزة لصحيفة "نيويورك تايمز" لإجراء مراجعة شاملة للقصة الاستقصائية التي نشرتها الصحيفة في وقت سابق على صفحتها الأولى، والتي ادعت حدوث "عنف جنسي" ارتكبه مقاتلو حركة "حماس".

مسؤولية الصحافة والرقابة الشعبية

يعتبر خبراء الإعلام أن دعوة الأكاديميين هي بمثابة إعادة إحياء لمفهوم رقابة المواطن على أداء المؤسسات الإعلامية، داعين إلى "تكاتف إعلامي عربي لمواجهة الرواية الإسرائيلية بشأن حرب غزة". ويؤكد عضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين، خالد القضاة، على أهمية رقابة القراء، "التي تسهم في تقويم الصحافة ومنع انفلاتها، وتناشدها تعديل أو حذف محتوى لا يتماشى مع المعايير المهنية"، مضيفًا أن "القراء قادرون على مقاطعة الصحف ومحاسبتها إن أخطأت".

ضرورة مراجعة التقارير وتدقيق المعلومات

وكانت الصحيفة قد نشرت تحقيقًا مطولًا بعنوان "صرخات بلا كلمات: العنف الجنسي في 7 أكتوبر"، زعم حدوث اعتداءات جنسية ألصقها بـ"حماس" خلال هجوم السابع من أكتوبر، لكن المزاعم قوبلت بتساؤلات وشكوك حول دقتها أو صحتها، لا سيما مع نفي عائلة إحدى الضحايا "تعرّضها للاغتصاب"، إضافة إلى "تناقضات" قدمها أحد الشهود في تحقيق الصحيفة. ويؤكد الأكاديميون في رسالتهم "أن كتابة مسوّدات دقيقة تمامًا للتاريخ في الوقت الفعلي مستحيلة، وبالتالي، يتوجب على المؤسسات الإعلامية أن تكون على استعداد لمراجعة عملها". كما يشددون على ضرورة "مراجعة ما نُشر في هذا الشأن ومخاطبة الجهات المعنية لتعديله والتدقيق في المعلومات"، معربين عن أملهم في أن "يمتد حراك الأكاديميين الأميركيين إلى الجامعات العربية لحصر التقارير المسيئة عن الحرب في غزة، ودعوة وسائل الإعلام لتعديلها التزامًا بالمعايير المهنية".