دراسة: السود والمسلمون والآسيويون أكثر عرضة للفقر في ألمانيا
العلاقة بين العنصرية والفقر في ألمانيا
تنتشر العنصرية في ألمانيا بشكل كبير، لكن ماذا عن تأثيرها الملموس على ضحاياها؟ أجرى المركز الألماني لأبحاث الهجرة والاندماج دراسة لتحديد العلاقة بين العنصرية والفقر.
وأظهرت الدراسة أن الأفراد الذين يتعرضون للتمييز والعنصرية هم أكثر عرضة للفقر. واستندت الدراسة على تحليلات المرصد الوطني للتمييز والعنصرية، الذي تشرف عليه الباحثة زيرين ساليكوتلوك.
وقالت ساليكوتلوك: "تُظهر الإحصاءات الرسمية وتقارير الفقر التي تصدرها الحكومة أن هناك فجوة بين المواطنين من ذوي الأصول المهاجرة والألمان الأصليين. لكننا لا نعرف كيف يعيش الأشخاص الذين يتعرضون للعنصرية في ألمانيا."
التمييز العنصري اليومي
وأوضحت ساليكوتلوك أن الدراسة أجرت استطلاعات في مجالات التعليم والعمل والإسكان والصحة لتوضيح العلاقة بين الفقر والعنصرية.
وكشفت الدراسات السابقة عن وجود تمييز في البحث عن الوظائف، مما يزيد من خطر الوقوع تحت خط الفقر. ويُصنف الفرد في ألمانيا على أنه معرض لخطر الفقر إذا كان دخله أقل من 60% من متوسط الدخل في البلاد. وفي عام 2023، كان هذا المبلغ 1310 يورو شهريًا، وكان دخل 5% من الألمان (غير المنحدرين من أصول مهاجرة) أقل من هذا المبلغ رغم عملهم بدوام كامل، بينما بلغت هذه النسبة 20% في المتوسط بين السود والمسلمين والآسيويين.
تعليم جيد ولكن خطر الفقر مرتفع
حتى الأشخاص الحاصلين على تعليم جيد، من حملة الشهادات المهنية إلى الدكتوراه، ليسوا محميين من الظروف المالية الصعبة. ففي وقت إجراء الاستطلاع، وصف 5% من الألمان المتعلمين جيدًا وليسوا من أصول مهاجرة أنفسهم بأنهم معرضون لخطر الفقر.
وفي المقابل، كان نظراؤهم المتعلمون جيدًا الذين تعرضوا للعنصرية أكثر عرضة لخطر الفقر بنسبة تتراوح من ضعفين إلى سبعة أضعاف. وكان الرجال المسلمون هم الأكثر تضررًا، حيث بلغت نسبة المعرضين للفقر منهم 33%. ووفقًا لسالكوتلوك، فإن حوالي 20% من المسلمين الذين شملهم الاستطلاع جاءوا إلى ألمانيا منذ عام 2013، ومعظمهم من سوريا وأفغانستان، وهم من البلدان التي عانت بشدة من الحرب والفقر.
تمييز حتى داخل المجتمع الألماني
وتتعرض الجاليات الأجنبية التي عاشت في ألمانيا لفترات أطول، أو التي ولدت في الأراضي الألمانية وتحمل الجنسية الألمانية، للتمييز والعنصرية أيضًا. وأشارت ساليكوتلوك إلى التجارب الاجتماعية التي أُرسلت فيها طلبات عمل متطابقة ولكن بأسماء مختلفة إلى أرباب العمل في ألمانيا. وكانت النتيجة أن "الأشخاص الذين تبدو أسماؤهم تركية، على سبيل المثال، لديهم فرصة أقل لدعوتهم إلى مقابلات العمل."
ضرورة مكافحة الفقر
وتؤكد نتائج الدراسة، وفقًا لسالكوتلوك، على ضرورة اتخاذ إجراءات لمكافحة الفقر وتعزيز تكافؤ الفرص للفئات المحرومة. وتقدم الدراسة اقتراحات محددة في هذا الصدد، بما في ذلك:
- الاعتراف بالشهادات التعليمية والمهنية المكتسبة خارج ألمانيا.
- توفير وصول أسرع إلى دورات اللغة والاندماج.
- تسهيل دخول اللاجئين والمهاجرين إلى سوق العمل الألماني.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً