خاص غابات تونس.. ثروة الـ"مليون شخص" مهددة بتغيرات المناخ

الغابات التونسية: ثروة مهددة بتغير المناخ وأيدي العابثين

أضرار تغير المناخ على غابات تونس

لقد أدت درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ، إلى جانب الأخطاء البشرية، إلى اندلاع حرائق مدمرة في غابات تونس في السنوات الأخيرة. فقد أتت هذه الحرائق على مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، مما أدى إلى فقدان آلاف الهكتارات من الموائل الحرجية الهامة.

وبالإضافة إلى ذلك، يحذر الخبراء من أن تغير المناخ يؤثر أيضًا على صحة أشجار الفلين، مما يهدد بتقليص مساحة غابات الفلين في تونس بنسبة تصل إلى 18 ألف هكتار بحلول عام 2050.

الاعتداءات البشرية على الغابات

إلى جانب تغير المناخ، يتعرض الغطاء الغابي التونسي أيضًا للتهديد من خلال الاعتداءات البشرية. حيث يقوم بعض الأفراد بشكل غير قانوني بقطع الأشجار ورعي الماشية بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تدهور الغابات واستنزافها.

ولم يقتصر الأمر على الاعتداءات البشرية على تدمير الأشجار، بل إنها امتدت لتشمل سرقة الخشب من أشجار الغابات. ويزعم الخبراء أن معظم الحرائق التي تشهدها تونس كل صيف ناتجة عن عصابات سرقة الخشب التي تستغل الفرصة لنهب المساحات المحترقة.

التدابير المتخذة لحماية الغابات

تدرك السلطات التونسية خطورة التهديدات التي تواجه الغابات، وقد اتخذت عددًا من التدابير لحماية هذه الثروة الوطنية. وتشمل هذه التدابير:

• استعادة الغطاء النباتي في المناطق المتضررة من الحرائق.
• استخدام الطائرات بدون طيار وأجهزة الإنذار المبكر لمراقبة الأنشطة الغابية.
• تشديد العقوبات على المتورطين في الاعتداءات على الغابات.

أهمية الحفاظ على الغابات التونسية

تمثل الغابات التونسية موردًا حيويًا للبلاد، فهي توفر موطنًا للتنوع البيولوجي، وتساعد على تنظيم المناخ، وتدعم سبل عيش العديد من السكان المحليين.

وتساهم الغابات بنسبة 1.33٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتوفر 14٪ من الناتج الزراعي. كما أنها توفر الدخل لما يقرب من مليون شخص، يعملون في أنشطة مثل استخراج الخفاف من أشجار الفلين وبيع منتجات الغابات الأخرى.

لذا، من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الغابات التونسية من التهديدات التي تواجهها. ويجب على الحكومة والمواطنين العمل معًا لضمان الحفاظ على هذه الثروة القيمة للأجيال القادمة.